من سافر خارج المملكة خاصة إلى الدول المتقدمة شاهد دون شك كثرة المشاة في الطرقات مما جعل هذه الدول توسع مساحات ممرات المشاة في كل مكان من المدينة وتهتم بها وبتنظيمها حتى يعجب المرء من حسن تنظيم هذه الأمواج البشرية .. ونعلم جميعاً أن المساحات خارج جدران المنزل من شوارع وأرصفة تعتبر ملكاً عاماً مشاعاً لجميع الناس لا يحق لأحد إستغلاله دون بقية الناس بأية طريقة .. إلا أننا نرى استغلالاً لهذه الأرصفة بطرقٍ شتى فأصحاب المنازل الخاصة يستغلونها وكأنها جزء من ممتلكاتهم فمنهم من يغرس فيها أشجاراً تمنع المشاة من السير على الرصيف فيضطر إلى السير في مسارات السيارات وهذا يترتب عليه خطورة قصوى وعند حدوث حادث دهس لا قدر الله لا يلتفت إلى السبب الرئيسي في هذا الأمر وهو من استغل الرصيف للزراعة .. نعلم إن الشجر في البيوت وكثرة انتشاره ووجود المناظر الخضراء في الأحياء طيب إلا أن الواجب أن يقوم الشخص بزراعة الشتلات داخل حوش منزله لا خارجه وعلى البلديات مسؤولية منع هذا الأمر مثلما تمنع وضع مظلات السيارات جانب المنازل ..
كما أن هناك أمر آخر يتعلق بهذا الأمر وهو قيام بعض أصحاب المحلات التجارية بعرض بضاعته خارج المحل مستغلاً أرصفة المشاة أو يستخدم الرصيف كمستودع إضافي لبضاعته.. وقيام التاجر باستغلال الرصيف يشكل خطورة أكبر منها في المنازل الخاصة حيث يكثر المتسوقون وتكثر السيارات وتزيد الحركة وكم من حادث مروري أو دهس في مختلف المدن كان السبب عدم وجود المساحة الكافية لسير المشاة ..
تقع المسؤولية الرئيسية هنا على البلديات سواء من ناحية التوعية وتنبيه ملاك المنازل والمحلات التجارية ومنعهم من احتلال حق لا يملكونه ثم تطبيق الغرامات في حالة الاصرار من قبل البعض ..
هكذا نستطيع تنظيم مدن صديقة للمشاة مشجعة على التنقل والسير والتقليل من استخدام وسائل المواصلات الخاصة داخل الأحياء السكنية .. والله ولي التوفيق .