المحليةالمقالات

جدة: المدينة البائسة

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]جدة: المدينة البائسة[/COLOR][/ALIGN]

جدة المدينة الباسمة، عروس البحر الأحمر الفاتنة، صاحبة الثغر الجميل، بوابة الحرمين، أقدم وأكبر موانئ شبه الجزيرة العربية ، قلب الاقتصاد والمال والرخاء، العاصمة الاقتصادية ، والواجهة الأولى لبلادنا أمام العالم، والتي يعيش بين جنباتها؛ أكثر من ثلاثة ملايين نسمة ، تتعدد جنسياتهم بأكثر من مائتي جنسية؛ والذين لهم ثقافات مختلفة، وعادات متنوعة، وأنشطة متعددة.

هذه المدينة الجميلة؛ تقبع على شاطئ البحر الأحمر، والذي لا نشاهده في مساحات غير بسيطة منها،لأن بعض أجزائه مملوك لأصحابه، وهي مدينة ترقد على محيط من القاذورات ، فلا توجد بها شبكة للمجاري، سوى مواسير عدة في أحياء محدودة، وأغلب شوارعها مطبات وحفريات، ومستنقعات آسنة ، وبعض مخططاتها اعتمدت في بطون الأودية ومجاري السيول، ذلك لأن أصحابها كانوا فوق القانون.

جدة مدينة مزدحمة، فأغلب شوارعها مكتظة بالسيارات، وفي مواقع منها ، تنعدم المواقف ، وتختنق فيها حركة السير، وبها يجد السكان صعوبات أخرى كثيرة، فأسعار الأراضي خيالية، والإيجارات باهضة ، وتسجيل الأبناء في المدارس، أو نقلهم من مدرسة إلى أخرى معاناة كبيرة، ومثلها معاناة أخرى، في مراجعة الأطباء للعلاج، أو توفر سرير للتنويم في المصحات الحكومية .

إنها مدينة بائسة، تحتل المركز الرابع من حيث التلوث عالمياً، [COLOR=crimson]فهي مشهورة ببحيرة الصرف الصحي[/COLOR] المعروفة باسم ” بحيرة المسك ” ،والتي تغذيها الوايتات الصفراء، التي تجوب أرجاء المدينة يومياً، كما تعاني من انتشار الفئران والبعوض والصراصير والذباب والغربان ؛ تراها في كل مكان، وعلى مدار اليوم ، وطوال أيام العام.

وتشتكي مدينة جدة من العطش والجفاف طوال السنة ، ويعاني سكانها من صعوبة الحصول على المياه ، والتي غرقت فيه قبل أيام ، وذلك بسبب السيول وهطول الأمطار ، فكانت الخسائر كبيرة ، والنتائج وخيمة ؛ شهداء بأعداد مرتفعة، وعوائل كثيرة مشردة، وبيوت مهدمة، وطُرق مدمرة، وسيارات تالفة، وخسائر مادية يصعب حصرها .

وفي هذا الظرف العصيب، [COLOR=crimson]وجد اللصوص اللئام [/COLOR]فرصتهم في نهب المحلات المنكوبة ، فإليه المشتكى ، والذي نسأله جل في علاه، أن يرحم الأموات، وأن يعوض المتضررين خيراً .

ثم هذه تحية تقدير وإجلال، لرجال الدفاع المدني في جدة ، الذين بذلوا النفس والنفيس، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه ؛ في الكارثة التي وقعت، (وفقهم الله تعالى ، وشكر الله لهم جهودهم).

الأمطار في جدة مصيبة سنوية ، تكشف لنا حجم الفساد في تنفيذ شبكات تصريف السيول والصرف الصحي ، وتبين لنا سوء التخطيط للأحياء، وتظهر لنا سوء التشييد للطرقات، وتشير إلى سوء الاستعداد للكوارث والنكبات.

[COLOR=green]جده ثاني مدينة في بلادنا المباركة، بحاجة عاجلة ، إلى إغاثة فورية، وجهد استثنائي من الدولة ؛ لإعادة تأهيلها من جديد، والنهوض بمرافقها ، وإصلاح خدماتها، وتوفير كافة احتياجاتها الحضارية .[/COLOR]

ولنا أمل ورجاء في أميرها / خالد الفيصل ، وفقه الله تعالى إلى زيادة فعل الخير، ومعالجة التجاوزات ، وتحسين الخدمات، وهذه دعوة إلى أهلها الغيورين والمخلصين، بالنظر المستمر في أمورها، والوقوف صفاً واحداً في تخليصها من بؤسها ، والسعي الدائم إلى تطويرها، ومعالجة كافة مشاكلها.

نسأل الله سبحانه أن يرحمنا، ويلطف بأحوالنا، ولا يحرمنا من الخير الذي عنده بسبب الشر الذي عندنا و بيننا،إنه سميعٌ مجيب.

[ALIGN=LEFT][COLOR=crimson]د.عبدالله سافر الغامدي[/COLOR] جده[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. إنها مدينة بائسة، تحتل المركز الرابع من حيث التلوث عالمياً، فهي مشهورة ببحيرة الصرف الصحي المعروفة باسم " بحيرة المسك " ،والتي تغذيها الوايتات الصفراء، التي تجوب أرجاء المدينة يومياً، كما تعاني من انتشار الفئران والبعوض والصراصير والذباب والغربان ؛ تراها في كل مكان، وعلى مدار اليوم ، وطوال أيام العام.

    ******

    للأسف هذه هي الحقيقة المرة ، وهذه هي عروس البحر التي خدعنا بالتلميع الإعلامي لها … ما نقول الا رحم الله الأموات واعان المتضررين ونسأل الله ان يخلف عليهم بخير فرب ضارة نافعة والله اعلم

    شكرا دكتور على المقال الجميل وصورة مع التحية لكل مسؤول

  2. د. عبدالله الغامدي

    صح لسانك وطاب بنانك على ما كتبت ..
    جميلٌ أن نرى هذه الأقلام تعبر عما في مكنون كل مواطن يعيش في هذه البلاد المباركة الطاهرة ..
    خالص شكري وتقديري

  3. اين مايعرف معالي امين مدنة جدة المهندس عادل فقيه …لا اعتراض على حكم الله عز وجل ولكن سبب الاهمال يتحمله بمفرده والمفترض ان يحاكم قبل اعفائه من منصبه

  4. كان الله في عون جدة وساكنيها نظرا لما تعانيه من مشاكل ازليه

    علما بانها هذه الكارثه التي حصلت ما هي الا درس لعلنا نستفيد منه مستقبلا

    وارجوا ان لا يكون علاجها بالمسكنات فقط

  5. أعتقد الأحداث الأخيرة ستكون كفيلة بتوجيه جميع الأنظار الى السلبيات الموجودة في المدينة

    وكمّ الإهمال والسرقات الادارية الماديّة التي تغلغلت في اعماقها السنوات الماضية

    الكلّ مهتمّ

    والتحقيق تورّط فيه الكثيرين ولا زال مفتوحاً

    والمبالغ الطائلة التي صُرفت من الدولة ولم تنفق فعليّاً على ارض الواقع

    ستجد الآن من يثأر لها

    ليعيد للمواطن بجدّة اقلّ حقوقه

    من الأمن والأمان وحياة صحية في عروس البحر الأحمر

    د/عبد الله

    مقال كافي وافي تناولت فيه اكثر الجوانب المحيرة للأذهان في القضية
    فلا حرمنا قلمك
    وبانتظار جديدك بهذه الصحيفة المميزة دائما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى