المحليةسعد جمهور السهيمي

في عالم المعددين أفراح وألآم

كنت قد كتبت أكثر من مرة عن معاناة بعض الزوجات من بعض الأزواج المعددين، وخصوصا جانب العدل سواء في النفقة أو في المبيت، وهذا يتنافى مع ما حث الشارع الحكيم على القيام به يقول المولى ـ عز وجل ـ (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) سورة النساء، حيث بين الشارع الحكيم أهمية العدل بين الزوجات بما تعنيه كلمة العدل من شمولية إلا ما استثناه المتمثل في العدل القلبي الذي لا يملكه الزوج، لذا فإن على الراغب في التعدد ألا يكون حاله مثل حال من يتزوج أربعاً أو ثلاثاً دون أن يعرف من العدل إلا اسمه سواء في النفقة أو المبيت، مع عدم قيامه بأعباء أخرى كرعاية أبنائه واهتمامه بهم وبمشاكلهم، ولا تترك على كاهل أمهم المسكينة فيما هو يتنقل بين الزوجات دون أن يعير ذلك جانبا، ولا سيما في ظل الغيرة الشديدة بين الزوجات التي ربما تعود عليها بعض الأزواج وعلى قلقها، ما دعاني للكتابة عن التعدد والخوض فيه، هو قراءتي لمعاناة امرأة في إحدى الصحف الإلكترونية أرادت أن تتزوج لتتفرغ لأمورها الخاصة، وقصتها كما تروى أن امرأة تزوجت من رجل معدد في عصمته زوجتان، وكان هذا شرطها للزواج أن يكون معددا رغبة منها حتى لا يشغلها الزوج عن دراستها وعملها، وتحقق لها ذلك فلم يشغلها الزوج بطلباته ومشاكله إلا أنها اكتشفت أنها غير قادرة على إشغال نفسها بالدراسة والعمل ونسيان تتبع أخباره مع زوجاته الأخريات!

تفكير معمق
وتضيف ‘أم علي أنه بعد تفكير معمق اقتنعت بأن الحل الأمثل هو أن تتزوج من رجل معدد لتجمع حسنتين الزواج وإنجاب الأولاد والوقت الكافي للدراسة والعمل، إلا أن هذه الفكرة وجدت معارضة شديدة من أمها وخالها الذي بمقام والدها المتوفى ـ رحمه الله ـ إلا أن أم علي أصرت على هذه الفكرة وأقنعتهم بها،. وبينت أم علي أنه بعد صبر ووقت طويل تحقق لها حلمها وتزوجت من رجل معه زوجتان، وأضافت أن فرحتها لم تكتمل منذ الأيام الأولى فقد كانت تتحسس في البداية من المكالمات الهاتفية التي ترده فكلما رن جرس الهاتف خفق قلبها خوفاً من أن تكون إحدى زوجتيه، لتمضي الأيام وتنجب الأبناء من هذا الرجل وتستمر في متابعتها لتحركات زوجها وتنشغل عن دراستها وعملها في متابعة أبنائها والانشغال بهم عن إكمال دراستها فأصبح الحمل عليها ثقيلا بانشغال زوجها.

وشخصيا أرى أن هذه المرأة كسبت بزواجها كثيرا لأنها ربما لو لم تتزوج في تلك المرحلة لكبرت في السن ولا وجدت من يطرق الباب للزواج بها، وهي لا تختلف عن غيرها من الزوجات اللاتي يعانين إهمال الزوج للأبناء وعدم الاهتمام بهم فتحملت هي المسؤولية مجبرة .

وأختم بهذه القصة المبكية المضحكة في آن واحد، وكانت لرجل أخفى زواجه من أخرى على زوجته لفترة طويلة وكانت لديه مطبعة يذهب إليها ويختلس من هناك بعض الوقت ويذهب للزوجة الأخرى، ومرت السنوات وتعرض الرجل لمرض مات على أثره، وفي أيام العزاء كانت تحضر امرأة حزينة مثلهن تبكي بشدة على فقد رب أسرتهم فاستغربوا من بكائها فسألنها لماذا تبكين فقالت أنا المطبعة التي كان المرحوم يذكرها عندكم.
وأكتفي بهذا القدر متمنيا حياة سعيدة لكل المعددين، وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى