المحليةالمقالات

امبراطورية المرور

[RIGHT][COLOR=#FF001F]امبراطورية المرور[/COLOR] بقلم : محمد بن ربيع الغامدي
[/RIGHT] [JUSTIFY] المرور فعل يومي تشترك فيه أطراف عديدة، الآلة والأرض والإنسان، فإذا كانت الآلة صالحة للعمل، وكانت الأرض جاهزة للاستخدام، وكان الانسان مهيأ للممارسة، جاءت العملية المرورية ناجحة بامتياز، وجاءت نتائجها موفقه، وكانت السلامة تحف بها عن يمين وعن شمال، وبارك الله في آلتها وفي أرضها وفي إنسانها.

ولقد اهتمت الجهات المعنية بالمرور في بلادنا اهتماما فائقا بتلك الأطراف الثلاثة، وهو الاهتمام الذي أخذ يتزايد حتى أسفر عن قيام مؤسسات عملاقة متخصصة تهتم بأطراف العملية المرورية اهتماما منهجيا وتتخذ من العلم قاعدة ذهبية لاهتمامها ذاك ، فهناك محطات الفحص الدوري المنتشرة في معظم مدن المملكة، وهي تفحص المركبات فحصا يقرر سلامتها وصلاحيتها للعمل، وهناك عدة وزارات معنية بالطرق مثل المواصلات والبلديات والداخلية ولكل آلياته، وهناك مدارس القيادة التي لا تخلو منها مدينة سعودية وهي معنية بتهيئة الإنسان ليقوم بدوره في العملية المرورية، وهناك شركات التأمين وما يوازيها من الشركات المتخصصة في رسم الحوادث وتحديد مسئوليات التأمين بحيادية تامة، وهناك ساهر الساهر على الطريق وعلى حقوق الطريق.

هي امبراطورية إذن، امبراطورية المرور التي نحترمها ونقدر دورها ولو لم تكن موجودة لتمنينا وجودها، وهي مؤسسات فاعلة ونزيهة وتؤدي دورها دون مجاملة لأحد ودون تراخ، هكذا عرفناها وهكذا يشهد لها الناس، ولن تجد سيارة غير صالحة قد عبرت محطة الفحص زورا وبهتانا، كما لن تجد مدرسة واحدة من مدارس القيادة قد تواطأت على تخريج قائد مركبة فاقد لأهلية القيادة، هذه أمور لو حدثت لكشفها الكاشفون و لسلقها الناس بألسنة حداد.

مع ذلك، مع كل ذلك، رغم تلك الامبراطورية المترامية الأطراف، فإن حال المرور في شوارعنا لا يسر العابرين، هناك مركبات كثيرة لم تعبر مسارات الفحص الدوري منذ سنوات يدلك على ذلك لوحاتها القديمة جدا وأدخنتها القاتلة ومنظرها الكئيب، وهناك طرق مشوهة، تشوهات خلقية أحيانا وطارئة أحيانا، بما قد ينافي مبادئ السلامة المرورية، وما قد يتسبب في حوادث فاجعة، وهناك من الناس من يقود مركبته بصفاقة ضاربا بحقوق الطريق وآدابه عرض الحائط، وهناك الدرباوية بمختلف الأحجام والأشكال والسحن، وهناك من يعرف جيدا أين هي كاميرة ساهر فإذا ابتعد عنها انطلق كأنه الريح العاتية.

إن أغلب المتقاعسين عن اخضاع مركباتهم للفحص الدوري إنما يتهربون عن دفع الرسوم التي تتراكم عليهم مع عدم مساءلتهم عن ذلك في الطرقات ونقاط التفتيش، وأظن أن تخفيف الرسوم ولو بإقرار مجانية استمارة المركبة، ومجانية إعادة الفحص للمرة الأولى، ومضاعفة سنوات التأمين بالسعر نفسه، من شأنه أن يدفع بأولئك المتقاعسين لتصحيح أوضاعهم على أن تتزامن تلك الاجراءات بتكثيف المساءلة عبر نقاط التفتيش التي تقام للتحقق من ذلك.

وفي مدارس القيادة أرى أن تعطى آداب الطريق أهمية كبرى تؤثر على نتيجة الاختبار، فالتركيز الآن يتم على مهارات الحركة فقط، الإكس والتلبيق والثمانية والإشارات، لكن هناك آداب كثيرة مثل استخدام الطريق وهوامش الطريق، في وجود لوحات ارشادية وفي عدم وجودها، وهذه باتت الان أكثر أهمية من مهارات الحركة، فإذا صاحب هذه الاجراءات التوسع في نشر كاميرات ساهر لتشمل كل الطرق الرئيسة والفرعية بتقاطعاتها ومنحنياتها، وصاحب ذلك التوسع تقنين في الغرامات تقنينا يتجنب المبالغة ، فإننا سنصل إلى قيادة مثالية والعلم عند الله ثم لدى أهل الشأن.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لو وجد الوعي المروري لسائقي السيارات
    مااحتجنا الى قسم مرور واحد ناهيك عن مااسميته إمبراطوريه
    شكرا لك

  2. لو وجد الوعي المروري لسائقي السيارات
    مااحتجنا الى قسم مرور واحد ناهيك عن مااسميته إمبراطوريه
    شكرا لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى