المحليةسعد جمهور السهيمي

يائسون يبحثون عن الفرحة

يعيش بعض الناس مرحلة يأس يقنط فيها، ويخيل إليه أنه لن يحقق شيئا في أمور حياته فتجده عندما يصاب مثلا بمرض يقنط وييأس، ويتضجر ولا يلجأ إلى الله، فيكون ذلك من أسباب تدهور صحته أكثر فأكثر لأنه أصبح يائسا من الحياة، وفي جانب آخر عندما يتعرض لأزمة مالية تجده أيضا يتأفف، ولا يدري أين يذهب وأحيانا قد يوقع نفسه في المحظور الشرعي دون أن يشعر بدعوى أن هذا هو الخيار الوحيد أمامه، وكذلك من الرياضيين المشهورين من يتضايق كثيرا عندما تحصل له إصابة في الملاعب ويتأفف ولا يرضى بقضاء الله وقدره، بل يقول يا ليتني لم أشترك مثلا في تلك الكرة أو ليتني فعلت كذا مع أن هذا الأمر بمجرد وقوعه يصبح قضاء وقدرا يجب أن يرضى به المسلم، ولا بد للرياضي أن يكون مثابرا، ويجمع بين المستوى والخلق حتى إذا ترك الملاعب يذكره الناس بالخير، وفي حال التعرض للإصابة ينبغي أن يكون لديه الإصرار على تجاوز أزمته ولا يقنط ولا ييأس، فإن من صبر ظفر في أي مجال فكيف إذا كان الصبر على قضاء الله وقدره، فإن الأجر عظيم إذا أخلص نيته لله، فإخلاص النية مهم حتى يثاب – إن شاء الله – على صبره أو أي عمل خير يقوم به، كما أن الأب عندما يتعرض أحد أبنائه للوقوع مثلا في إدمان المخدرات ييأس من إصلاحه ويتأخر عن علاجه خوفا من الفضيحة مع أنه في الواقع يدمره، بل يصل بالأب أحيانا لمرحلة اليأس من شفائه أو صلاحه، وهذا ليس على الله بعزيز، والأمثلة كثيرة جدا لا يتسع مقال للحديث عن صورها المتعددة، لكن الذي أود قوله في هذا الشأن إن اليأس لا يمكن أن يصنع شيئاً فلا يجعل هذا اليأس يقضي على أي اتجاه نحو التغير نحو الأفضل ودفن الأحزان والاتراح، فلا طعم لحياة إذا لم يكن فيها فرح وحزن، وهذه سنة الحياة لكن المصيبة اليأس والقنوط من – رحمة الله – وعدم االرجوع والإنابة إليه فهو القادرعلى كل شيء.
وهناك من يفشل في الحصول على الوظيفة فتثور ثائرته، ويفكر في التخلص من حياته إذا لم يجد مصدرا لرزقه، ولو أنه لجأ إلى ربه صادقا، ولم يستعجل الإجابة لتحقق له ما يريد – بإذن الله – فقط عليه أن يصبر ولا يستعجل.

فجرب أخي اليائس أو الحزين أو حتى المحطم مناجاة الله والرجوع إليه ودعائه في أي أمر يلم بك ستجد هذه الأحزان تنقلب فرحا، وتجد اليأس يعود انفراجا وتعيش بروح ونشاط وحيوية لا تخطر على بالك، فجرب ثم جرب، ولن تخسر شيئا والتجربة، كما يقولون أكبر برهان، فقط عليك أن تكون صادقا ومخلصا في مناجاتك، وستجد ثمارا يانعة ينشدها كل إنسان طموح محب للحياة.وستكون الفرحة بإذن الله طيك لحياة سعيدة على طاعة الله .

بسرعة

– لا يأس مع الحياة يجب أن تكون قاعدة يستفيد منها كل من مرت به ظروف تؤلمه في حياته.
– كل ما يتعرض له الإنسان في حياته من أقدار الله يثاب عليه إذا احتسب الأجر من الله ورضي بقضائه وقدره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى