وبينما كانت قصص أشعب هذا تعتبر حينذاك فريدة من نوعها لكن اليوم يوجد بين ظهرانينا ألف أشعب وأشعب ولو أن الأمر قد إختلف كثيراً لأن أشعب عرف بشراهته للطعام لكن أصحاب السعادة أشعب موديل العصر الحالي عرفوا بشراهتهم في فن التهريج والتسابق نحو صعود المنابر والقنوات الفضائية والإعلام وموائد الكبار والتسول أمام قصور الأثرياء – فلا يمضي يوم إلا ونسمع عن هؤلاء وقد ألقوا ندوة هنا وموعظة أو محاضرة هناك ونراهم يقفزون (كسعادين) الهدا بالطائف لإعتلاء المنابر وإلتقاط مكبرات الصوت كإختطاف إشعب النهم للقمة الطعام ..يتحدث هؤلاء المهرجين الجدد عن كل شئ – يسردون من فوق المنابر تجاربهم الشخصية في الزواج والإنجاب وكيفية التعامل مع الخادمة إلخ هذه (التهاويل) !!
أحد هؤلاء الأشعبيون بعد أن طردته الصحافة نتيجة فشله وإخفاقه في إنجاح الصحيفة وعلى ضوء أن له سوابق في تدمير الصحف بسياسته الرعناء وكياسته التي تشبه(الكيس) فضل أن يصبح مهرجاً فتفرغ لحكاية الظهور في كافة المناسبات وإعتلاء المنابر والتحدث على طريقة (القذافي) ليتناول مشاكل الصحافة ويدافع عن نفسه ويلقي باللائمة على زملائه في فشله – وفي مناسبة أخرى يتحدث عن مشاكل الطلاق والعنف الأسري – وفي مناسبة ثالثة يتناول مستقبل كرة القدم في العالم ثم يتطرق إلى الوضع في سوريا ولبنان ويتحفنا بالحديث عن الإقتصاد العالمي ولم ينسى سعادة المهرج الكبير(مهراجا باشا) بتناول مشاكل الطب ومؤامرات الموساد والغناء والموسيقى والرقص وقضايا العمالة الوافدة يعني (ما شاء الله أنه بتاع كله ورجل فهمان )وهكذا من قضية لقضية وياقلب لاتحزن!!
ربما يظن صاحبنا المهرج الكبير هذا – أنه وبهذه الطريقة والأسلوب في الثرثرة والتهريج من على المنابر والقنوات الفضائية وقنوات الصرف الصحي أنه سيضمن له عملاً مرموقاً وقد يستدعيه الرئيس الأمريكي أوباما ويختاره لأن يكون مستشاره الخاص لشئون الصرف الصحي بالبيت الأبيض – أو سيصبح بديلاً عن أمين عام الأمم المتحدة او مسئولاً في منظمة أوبك أو حتى نادي رياضي !!
لقد أصبح هذا الإعلامي الفاشل مادة رخيصة للقنوات الفضائية وبعض وسائل الإعلام الأخرى – وبالمناسبة فقد أكد لي شخص مقرب منه أن وسائل الإعلام والأندية الأدبية وغيرها لم تفكر بإستضافته أودعوته لكنه هو الذي كان يعرض نفسه ويتطفل عليها ببلاش – وبذا فقد تحول من عضو فاعل في الصحافة إلى أكبر فاشل ومهرجاً في سيرك !![/JUSTIFY]