المحليةالمقالات

النهر ضد المستنقع

[COLOR=#FF0017]النهر ضد المستنقع[/COLOR] تركي محمد الثبيتي

[JUSTIFY]ينطبق على الثورات العربية ما قاله أحد المثقفين العرب من وصف رائع ومختصر لجميع الثورات العربية التي قامت خلال الثلاث الاعوام الماضية حيث ذكر عبارة
( النهر ضد المستنقع ) . الأنظمة الحاكمة في جميع الدول العربية مارست لسنوات بل لعقود من الزمن الاستبداد والظلم ، ولم تعمل على تغيير شكل الدولة من نظام تقليدي إلى نظام دستوري قانوني معاصر .
الثورات العربية بلاشك هي النهر الذي بدأ يجرف جميع المستنقعات الراكدة منذ زمن ويكشف عمق التلوث الموجود في قاع تلك المستنقعات .

بدات الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا وحاليا في سوريا مسيرتها الطويلة والشاقة في البحث عن الاستقرار القائم على الحرية بدلا من الاستقرار القائم على الاستبداد والديكتاتورية .
حينما خرج الشعب السوري إلى الشارع كان يعلم جيدا أنه يواجه نظاما همجيا قمعيا ، ولكنه لم يكن يعلم أنه يواجه ثلاث دول في آن معا ، حيث كان هذا الشعب الاعزل
يواجه النظام السوري والإيراني والروسي في وقت واحد ولكن هذا الشعب أصر على إكمال ثورتة التي بدأها وهو يعلم أنه سوف يقدم الكثير من التضحيات ، وكانوا يدركون أنهم تحت حكم وحشي لايمكن بأي حال من الأحوال مقارنته بنظام مبارك في مصر أو نظام زين العابدين بن علي في تونس .

ولذلك كان الشعب السوري هو النهر الذي أزاح ذلك المستنقع بما يحملة من تلوث وعفن ، ومازال ذلك النهر مستمرا حتى يقضي على جميع تلك الأمراض والمشاكل التي أصابت الدولة والشعب منذ عقود . ومافعله الشعب السوري ينطبق تماما على جميع الثورات العربية .

يجب على الشعوب التي أزالت تلك المستنقعات من بلادها أن لاتسقط في فخ مستنقع آخر أي المستنقع الصومالي والعراقي ، فبدل أن يبني الصوماليون مثلا دولتهم كما كانوا يريدون أنتجوا دولة فاشلة بكل المقاييس وأصبحت الصومال مرتعا للعصابات المحلية المسلحة ، لذلك يجب على جميع الشعوب العربية في مصر وتونس وليبيا وسوريا أن تكون في نسيج وطني واحد وفي صف واحد , وأن يتذكروا دائما الدرس في الصومال والعراق .[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى