منذ أن بدأ ما يسمى ( الربيع العربي ) والملاحظ أن المظاهرات لا تخرج إلا يوم الجمعة ، ويحدث ما يحدث فيها من ( هرج ومرج ) وتجاوزات ما أنزل الله بها من سلطان ومخالفات شرعية منهي عنها في يوم الجمعة وغيره من الأيام ، ولكن أعود لأسأل بما عنونت به مقالي ولكن بشكلٍ أوسع ، لماذا لا يتظاهر الناس إلا في يوم الجمعة ؟ ألم يأمرنا ربنا في كتابه العزيز في سورة الجمعة بقوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) فالله يأمرنا عند سماع المنادي ينادي لصلاة الجمعة بالسعي إلى ذكر الله ، فهل ما يحدث في المظاهرات من ذكر الله ؟ وهل ما يحدث من شتم وسب وقذف من ذكر الله ؟ وهل ما يحدث من عنف وإفساد من ذكر الله ؟ ، ثم يقول المولى سبحانه وتعالى وإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله ، هنا يرينا رب العزة والجلال كيفية الإنتشار ويأمرنا بابتغاء فضله عز وجل بفعل الطاعات كزيارة مريض أو حضور حلقة ذكر أو أي طاعة من الطاعات التي أوجبها الله علينا ، فهل ما يحدث بعد الإنتهاء من صلاة الجمعة فيه من الإبتغاء من فضل الله شيء ؟ ، إنّ ما يحدث من مخالفات وتجاوزات شرعية ليس من له علاقة بقريب أو بعيد بابتغاء فضل الله ، وجاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد أبي هريرة فقال ( خلق اللهُ ، عزَّ وجلَّ ، التُّربةَ يومَ السبتِ . وخلق فيها الجبالَ يومَ الأحدِ . وخلق الشجرَ يومَ الاثنَينِ . وخلق المكروه يومَ الثلاثاءِ . وخلق النورَ يوم َالأربعاءِ . وبثَّ فيها الدوابَّ يومَ الخميسِ . وخلق آدمَ ، عليه السلامُ ، بعد العصرِ من يومِ الجمعةِ . في آخرِ الخلقِ . في آخرِ ساعةٍ من ساعاتِ الجمعةِ . فيما بين العصرِ إلى الليل ) في حين أصبح يوم الجمعة هذا اليوم الفضيل والذي خلق الله فيه أبانا آدم وللأسف يوم لإرتكاب كل ما يغضب الله من سباب وشتائم وقذف وإنتهاك للأنفس والأعراض بحجة حق التظاهر ، هذا المفهوم الخاطىء الذي يقوم به البعض بما يشاء تحت مفهوم ( حق التظاهر ) وكأنه ( حق ويفعل فيه باطل ) ، إنني أناشد أخوتي في الإسلام في كل أرجاء الأرض بشكلٍ عام وفي الدول العربية الثائرة الزمان أن يتقوا الله في هذا اليوم الفضيل ويعطوه حقه من العناية كما أمر المولى وأن يجعلوه لذكر الله وابتغاء فضله كما أمرنا جل في علاه وألا ينشغلوا بأمور الدنيا خاصة وأن يوم الجمعة قد ورد فضله في الكتاب و السنة وأن يجعلوه عامراً بالطاعات فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( خيرُ يومٍ طلعَتْ عليهِ الشمسُ يومُ الجمعَةِ فيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وفِيهِ أُدْخِلَ الجنَّةَ ، وفيهِ أُخْرِجَ منهَا ، ولا تَقُومُ الساعةُ إلا في يومِ الجمعَةِ ) ، ومن فضائل التبكير لصلاة الجمعة حديث عظيم صحيح رواه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتوى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أنَّ أهْلَ الجُمُعةِ يَروْنَ ربَّهم تَعالَى في كلِّ يوْمِ جمُعَةٍ في رِمالِ الكافورِ ، وأقربُهُم منه مجلسًا أسرعُهُم إليهِ يومَ الجُمُعةِ وأبْكرُهم غُدُوًّا ) ، إن يوم الجمعة يومٌ عظيم يجب ألا يجعله المسلمون يوماً للتناحر والتباغض وفعل المنكرات وإرتكاب المحرمات ، فهل من صحوة أيها الموحدون ؟ وهل من عودة لما أمركم به الله ورسوله ؟ أسأل الله أن نكون من أهل الجمعة ومن أقرب الناس مجلساً من الله إنه جواد كريم .
[COLOR=#FF001F]” تغريدة “[/COLOR]سؤال يحتاج لبعض التأمل من المسلمين : لماذا لا يتظاهر اليهود والنصارى في يومي السبت أو الأحد ؟ هل من كيّس فطن يجيبني على هذا السؤال ؟ ألا هل بلغت اللهم فاشهد .