في بعض أبناءه المحسوبين على العلم الشرعي بالاسم فقط وكأننا نعيش في بلد لم ينشأ سكانه على الدين والفضيلة منذ بزوغ فجر الاسلام .
حيث
قل الوازع الديني .. وقل الوعي بحقيقة الفتوى .. وقل استشعار خطورة الخوض فيها
ان المتابع الان لوسائل الاعلام
يجد ان البعض منهم اصبح يفتي ليرضي السائل .. بل ربما قرًّب له الحرام وهوّنه في عينه
وعندما تسأله على ماذا استندت في فتواك ؟
فيرد بسهولة ( اختلف العلماء )
وسرد لك آراءا ربما البعض منها مجرد اجتهادات سمع عنها ولم يقم بالبحث في حقيقتها هل صحيحه أو لا .
صور من الفتاوي الحديثة :
أ. من يمتّع السائل
فيحلل له زواجات ما انزل الله بها من سلطان ولم تكن معروفة لدى السلف الصالح
مثل ( المسفار .. المصياف .. الاستئناس ) .
ب. من يتبجح بنفسه
فيصدر أحكاما شرعية مجازفا في الإفتاء مرددا
قوله ( اشعر باصطفاء الله تعالى في ابرازي لهذا الامر )
وكأنه نبي مصطفى
فيفتي بالاختلاط مرة .. وبالاغاني مرة .. وبعدم وجوب صلاة الجماعة مرة
ج. من لا يمانع بالخطأ
يتبسم ويتميلح بعض الدعاة والمفتين في وسائل الأعلام عندما تقول له احدى هن في ..قناة بداية او غيرها ( أني احبك في الله ياشيخ)
دون ان ينكر عليها مع علمه انه خضوع في القول منها .. فيعتبر سكوته فتيا لانه اقر عملها .
د. من يتذاكى على الناس
يفتي دون علم بالطلاق.. على الهواء مباشرة محرضا الزوج دون تثبت او تأكد من صدق الرجل او ظلمه لزوجته .
هـ . من يدعو للثورة والجهاد ضد بلده
من خلال طرح رأيه في نوازل الامة… وتخطأته الحاكم .. وتسفيه عمله وعلمه .
ماسبب التساهل في الفتاوي ؟
١. قلة العلم الشرعي وسطحية الاجتهاد والقياس الخاطئ دون تثبت.
٢. البحث عن الأضواء .. ( خالف تعرف ) .
٣. التكسب من فتاوي البنوك والشركات .. ( بعضهم مكافئته الشهرية وصلت مليون ريال ) .
٤. مداهنة بعض المحسوبين لأجل الحصول على منصب .. (بدليل اصحاب الشهادات الوهمية )
٥. بيع الآخرة بعرض من الدنيا .. ( متحججا باختلاف العلماء لاهدافه الشخصية ) .
٦. سهولة التواصل مع الناس من خلال وسائل الاتصال المتعددة ( مواقع للفتوى مشبوة ) .
لو بقيت اسرد لكم الأسباب لما انتهيت ولكن انتقيت لكم اهمها حسب رؤيتي
توجيه لكل من تصدر المجالس للفتيا :
ان الخوض في الفتوى
وتنصيب كل ( متعالم لنفسه ) ان يفتي بغير علم .. فما ذاك الا اتباع للهوى وتسلّط الشيطان عليه
تأملوا يا أحبتي
هذا الحديث الذي رواه أبوداود وابن ماجه
عن جابر – رضي الله عنه –
قال : خرجنا في سفر فأصاب رجلا منّا حجر فشجّه في رأسه ثمّ احتلم
فسأل أصحابه فقال : هل تجدون لي رخصة في التّيمّم ؟
فقالوا : ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء . فاغتسل فمات
فلمّا قدمنا على النّبيّ صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك
قال : قتلوه قتلهم اللّه ! ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنّما شفاء العيّ السّؤال .
( تخيلوا قتلوا الرجل بفتوى وهم في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم فمابالكم بحالنا اليوم )
وقال حُصينٌ الأسدي :
ان أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت على عمر بن الخطاب
لجمع لها أهل بدر ..
(اما في وقتنا الحاضر فالذي يكفينا ان ياتي واحد من المتعالمين فيأخذ الناس بفتواه )
وسُئل الشافعي عن مسألة فسكت
فقيل له : ألا تجيب يرحمك الله؟
فقال : حتى أدري الفضل في سكوتي أو في الجواب
( اليوم اول امر يدركه البعض بفتواه مالذي سوف استفيد من السائل او من اصدار الفتوى )
أحبتي :
اتمنى من الأخوة الذين يتصدرون للفتيا
استحضار عظمة الله وقدرته
وان يجعلوا بينهم وبين النار وقاية
فالذي يمارسه البعض اسمه .. استهتار بالدين .. واستخفاف بالعقول .. واستهوان للعقاب .
كما أدعوهم للالتزام بقرار
ولي الامرالذي صدر من الوالد .. خادم الحرمين الشريفين
بعدم فتح باب الفتوى وقصرها على المعنين او هيئة كبار العلماء .[/JUSTIFY]