المحليةعبدالله سعيد الزهراني

(طيحني) و(مو…صعب)

تابعت خلال الاسبوع الماضي خبران نشرتهما وسائل الاعلام كلاهما يتحدث عن شباب هذا الوطن , ولكن الفارق بينهما كما بين الثرى والثريا, الخبر الاول يتحدث عن تصدي رجال الامن لعدد من الشباب بمدينة جدة اتفقوا عبر ( الفيس بوك) على ارتداء ملابس معينة تعرف باسم (طيحني) وهي عبارة عن بناطيل يظهر جزء من اللباس الداخلي لمن يلبسها وقد يصل الى جزء من العورة بالاضافة للتشبه بالنساء بلبس السلاسل والقلائد والحركات , وكانوا يقومون بسد الطرق وبحركات مشبوهه, والثاني لمجموعة من شباب الوطن اسسوا برنامج اسموه ( مو..صعب) يهدف لتنمية الاخلاق وتعديل السلوك قاموا من خلاله بأعمال جليلة مثل الإهتمام بدورات المياة وصيانتها في طريق مكة جدة, وعمل دورات للشباب لتعريفهم بان يكونو عناصر فاعلة في وطنهم والإهتمام بالأخلاق في قيادة السيارة والعمل والمنزل والجامعة ,كما ساهمو مع بعض مراكز الاحياء في مكة في تكريم عدد من عمال النظافة, وكأنهم يقولون ( مو.. صعب) تتغير للأفضل بدلا من الشكوى المستمرة وانتظار الاخرين ليغيروا من اخلاقهم,

ولو استعرضنا هذان النموذجان لوجدنا ان هذه الظواهر موجودة في معظم انحاء العالم فنموذج (طيحني) هم ضحايا تربية (رباط خمس نجوم) وهم الأباء الذين يعتقدون ان المسؤلية تجاه الأبناء تنحصر في توفير المأكل والمشرب والسكن , ومتطلبات العصر من جوالات ,ايبادات, لابتوبات وخلافه , ونسوا او تناسوا ان الانسان مخلوق من جسد وروح, وجميع المتطلبات السابقة للجسد, اما الروح التي تحتاج للتربية والتهذيب من خلال الجلوس مع الابناء وخلق القدوات في انفسهم , بتعريفهم بسيرة اعظم قدوة عرفه التاريخ وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, بالاضافة لصحابته رضوان الله عليهم اجمعين, فقليل من يهتم بها ولابأس بالتطرق للناجحين في امور الدنيا من المسلمين وغيرهم لايضاح السنن الكونية في الدنيا , وهي( من جد وجد) كما انهم ضحايا لتعليم تقليدي يعتمد على حشو المعلومة جافة, ميته بلا روح, ولا ننسى الدور الهدام الكبير والمؤثر لبعض وسائل الاعلام التي انسلخت عن مبادئها ودينها والتي اصبح بعضها مثل برميل (النفايات) يستقبل كل مايصل اليه دون تمحيص او رسالة واضحه.

وأما النموذج المضئ لشباب هذا الوطن وهم أعضاء برنامج (مو..صعب) الذين طبقوا نظرية (كن جزء من الحل ولا تكن جزء من المشكلة) فهم شباب يعيشون هذا الواقع الذي يعيشه الجميع بسلبياته وايجابياته, ولكنهم قرروا ان لايكونوا (إمعات) يحسنون اذا احسن الناس ويسيؤن اذا اساء الناس,بل يحسنون متى احسن الاخرون ويصلحون ويوجهون اذا اساء الاخرون, ومن المبشرات ان اعداد مثل هذه النجوم المضيئة في تزايد من شباب هذا الوطن مما يبشر بمستقبل زاهر ان شاء الله, ونقول لهم تستحقوا نرفع لكم (البيرق) فشكرا لكم.

وهذه دعوة لك ايها الأب للإقتراب من أبنك اكثر ومتابعته ومصاحبته قبل أن يطيح مع ( طيحني) وقد تسقط معه أنت وأسرتك, وهنيئآ للأباء الذين خرّجوا للوطن شباب (مو..صعب) .

————————————————
[COLOR=#FF0026]اضاءة: لست مطالب ان تكون خير من الجميع ولكن خير مما اعتدت عليه.[/COLOR]

عبدالله سعيد الزهراني

باحث في تاريخ وآداب المسجد الحرام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى