من الطبيعي والإيجابي في نفس الوقت أن يحدث (اختلافات) وتباين في وجهات النظر داخل منظومة العمل الواحد، والهدف عادةً ما يكون لمصلحة العمل، دون أن يؤثر هذا الاختلاف على سير العمل، وفي نهاية المطاف يجب أن يلتقي جميع الأطراف في نقطة واحدة يحدث فيها توافق والتقاء حتى يسير العمل وفق رؤية واضحة تسودها روح (التعاون)، وهذا الأمر في مجمله يعتبر أسلوباً ينم على التحضر والرقي وحسن التجاوب وقبول الرأي والرأي الآخر عن قناعة ورغبة، وهذا ما يجب أن يحرص عليه الجميع في كافة المجالات؛ حتى تتحقق الأهداف، وتصبح فرص إنجاز العمل بشكله الصحيح والمرضي كبيرة، تقودهم إلى إرضاء المستفيدين، دون تعطيل أو تأخير. لكن عندما يحدث العكس ويتمسك كل طرف من الأطراف بوجهة نظره دون أن يمتثل لصوت العقل والحكمة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة فإن الأمر يقود إلى التشكيك بقدرات الأشخاص المعنيين بالعمل، وقد يؤثر على سير العمل؛ مما يجعله يظهر بالشكل غير اللائق، وقد لا يجد المستفيدون من هذا العمل النتائج المرضية أو حتى أدنى درجات الرضا، مع احتمالية أن يفرز الاختلاف بعض الآراء الغاضبة والساخطة من تلك الفئة المستفيدة أو ممن يراقب العمل وينتظر نتائجه.
لهذا من الضروري أن يدرك كل إنسان يقع على عاتقه تقديم عملٍ ما أن يتفهم معنى الحوار وتبادل الآراء وقبول وجهات النظر المختلفة دون تذمر أو طعن في السياسات العامة لهذه المؤسسة المعنية بتقديم العمل.
هذا الحديث يقودنا رياضياً إلى جزئية مشابهة لهذا الحديث العام، وتتعلق بالاتحاد السعودي لكرة القدم، فمنذ تأسيسه حتى هذه الحظة وهناك خلافات كثيرة حول بعض (القرارات) الصادرة عنه من قبل البعض، وكلٌّ ينظر لتلك القرارات من منظور مصلحة خاصة تتعلق بناديه الذي ينتمي له من خلال نوعية عمله في هذا النادي إما كرئيس أو إداري أو حتى عضو شرف، لكن من خلال السنوات الماضية لم يكن هناك اعتراض بمعنى الاعتراض على بعض قرارات الاتحاد التي تصب في مصلحة المنتخب السعودي والتي تعتمد في أساسها على دعم مسيرة منتخب الوطن، حيث كان الجميع يبدون وجهة نظرهم في بعض القرارات، وفي النهاية تخضع للدراسة؛ فإن كانت مقبولة وتخدم الصالح العام تنفذ على أرض الواقع وفق المصلحة المذكورة، وإن كانت غير ذلك فيشكر صاحبها، ويتقبل الرأي ويمتثل للقرار دون أن تحدث منه شوشرة أو تأليب الرأي العام ضد القرار.
لا أقصد من هذا الحديث شخصاً بعينه، فما سبق قد قام به أكثر من رئيس نادٍ وبعض المهتمين بشأن الأندية في فترات سابقة، ولا أعلم ما السر من تغيير بعض المفاهيم لدى البعض..! فالأمر واضح وصريح، ومن الطبيعي أن يبادر الجميع إلى دعم بعض التوجهات التي تصب في مصلحة المنتخب السعودي، فكما يعلم الجميع أن الوضع الذي وصل له أخضرنا السعودي لم يعد مقبولاً، وسيتحمل اتحاد الكرة الجديد بعد ذلك كل تبعات أي إخفاق جديد لكرة القدم السعودية؛ لذلك كان من الضروري تغليب مصلحة المنتخب على مصالح بعض الأندية التي ربما تكون متضررة من بعض القرارات، فهذا الأمر يحكمه غاية وهدف أهم من مصلحة خاصة، ولن يكون هناك أهم من مصلحة وطن بأكمله أصبح رياضياً -وتحديداً في كرة القدم- من الهوامش على مستوى النتائج، ولا أظن أنه يوجد رئيس نادٍ راضٍ عن الحال التي وصل لها أخضرنا من خلال ترتيبه في قائمة التصنيف الدولي؛ لهذا كنت أتمنى أن (يمتثل) بعض رؤساء الأندية للقرارات الصادرة مؤخراً والمتعلقة بإعادة جدولة دوري زين بعد أن أبدوا وجهات نظرهم لا أن يكون هناك قرارات تحسب على مَن يتبنى فكرة إصدارها كردة فعل علنية على ما حدث من تغيير، فهذا الأمر لن يخدم المصلحة العامة في شيء، وقد يثقل كاهل اتحاد الكرة ويشتت أذهان القائمين على مسيرة الأخضر السعودي، فالمرحلة المقبلة تعد مرحلة حساسة ومهمة في مسيرة اتحاد الكرة، ودعمهم أضحى من المسلمات التي يجب أن تكون حاضرة أمام كل المنتمين لهذا الوسط الرياضي بمختلف توجهاتهم.
على اتحاد الكرة أن يعيش مرحلة مختلفة عن كل السنوات السابقة، وعلى الجميع أن يبتعدوا عن المقارنات في بعض الأحداث السابقة وضرورة تطبيقها مع هذا الاتحاد.
اتحاد أحمد عيد الجديد لا أعتقد أنه سيرتبط بما كان يحدث في السابق، من وجهة نظري أجده اتحاداً ولد حديثاً، لا يقع على عاتقه أي عمل سابق وليس من حق أي شخص أن يربط ما كان معمولاً به في السابق بما يُعمل الآن، اتحاد له استقلاليته الفكرية والفنية، وبالتأكيد يعمل من أجل أن يقدم عملاً ناجحاً يرضى عنه الجميع وفق نتائج يشاهدها المسؤول قبل المتابع الرياضي.
ودمتم بخير،،