المحليةسعد جمهور السهيمي

دمعة تدر عليك مالا

يغيرون أسلوبهم في التسول.. تشعر عندما تسمع أحدهم بأنه يبالغ في الحديث عما يعتريه من مصيبة ، ثم لا نلبث حتى نسمع لحظات البكاء المصطنع لدى البعض منهم، هم يتنقلون من مسجد لآخر بحثا عن تبرعات المتأثرين بكلامهم وعباراتهم التي يسيطر الحزن عليها، وهم لا يكتفون بما يحصلون عليه في مسجد بل يتنقلون بين المساجد، ولا ندري متى تختفي هذه الظاهرة المستمرة، يحدثني إمام مسجد حول ذلك فيقول: ذات مرة تأثر أحد جماعة المسجد بحال أحدهم الذي كان يتحدث عن حالته الصحية فقال لي اذهب إليه وقل له يأتي بتقاريره وسأعالجه في أحد المستشفيات بعد أن شاهد تقمصه دور المريض، وجئت إلى الرجل الذي كان جالسا يستقبل تبرعات الناس فقلت له إن هناك فاعل خير يريد أن يتكفل بعلاجك ويريد تقاريرك الصحية فقال لي: جزاه الله خير، ولكن الأوراق والتقارير ليست معي قلت سأعطيك أجرة السيارة وأحضرها لي لأعطيها فاعل الخير قال: إن شاء الله، وخرج من المسجد وانتظرته يوما ويومين وثلاثة أيام، وإلى يومنا هذا لم أعد أشاهده في المسجد، وغير هذا كثير ممن يصدر منهم مثل هذا التصرف والضحايا هم الذين يدفعون أموالهم لمن لا يستحقونها من هؤلاء المتسولين.

إن من المؤلم أن يواصل أبطال هذه المبكيات عرض بضاعتهم بشكل يومي داخل المساجد دون رادع لهم، وهم يسببون الأذى في المساجد للمصلين، حيث لا يتركون فرصة لهم بذكر الأوراد الشرعية بعد الصلاة، فقد تسلطوا عليهم رغم أنوفهم، فما إن ينتهي الإمام من الصلاة حتى يتسابقوا على عرض بضاعتهم مصحوبة بدموع وكلمات مختارة مؤثرة في الحضور الذين يحملون عاطفة جياشة وحرصاء على دعم الخير، ولكنهم للأسف يقعون ضحية بعض هؤلاء النصابين الذي تجدهم يتنقلون من مسجد إلى آخر بكل حرية، والمصلي ينطبق عليه المثل القائل (يا غافل لك الله) فهو يحار ويتألم في الوقت نفسه من المواقف التي يشاهدها تتكرر عليه بشكل يومي في المسجد مما يؤثر بشكل مباشر في المصلي، وأذكر أنه في إحدى السنوات ذكر لي صديق أنه قام أحد المتسولين ومارس الطريقة التي اعتاد عليها وأراد صاحبنا التعرف على عالم التسول، فانتظر حتى انفض الجمع من المسجد، وأخذ يدردش مع المتسول، الذي كان يتكلم مع صديقي بحذر، ويواصل الحديث يقول: وما هي إلا دقائق يسيرة تمر بنا حتى جاءت على مرأى مني إحدى السيارات التي تعتبر مقبولة وشكلها جيد ، لتصطحب هذا المتسول، ويذهب سريعا وربما كانا يخططان لمسجد آخر يريدان اللحاق به، لأن الحديث كان بين صلاتي المغرب والعشاء، فمثل هذه الصورة تتكرر بشكل يومي، والمسجد الواحد يمر به أكثر من أربعة متسولين في الصلوات المفروضة وربما نستثني من ذلك صلاة الفجر، ولا ندري متى ستختفي هذه الظاهرة، وكيف يمكن توعية المصلين تجاهها لأنها تتكرر بشكل مستمر ومتزايد، وقصة أخرى أذكرها للاستدلال على خديعة بعض هؤلاء للمصلين، حيث ذكر لي إمام مسجد أنه كان يتابع أحد هؤلاء المتسولين بعد إحدى الصلوات وكلم دورية كانت موجودة في الحي، وكان هذا المتسول يظهر أمام المصلين بأنه معوق وحركته ضعيفة، وكان جالسا في المسجد، يقول إمام المسجد إنه عندما شاهد الدورية أطلق لقدميه العنان وهرب من الباب الآخر، وكانت هناك سيارة تنتظره فركبها وحاول الهروب إلا أن أفراد الدورية استطاعوا إيقاف السيارة وقبضوا على هؤلاء المتسولين، وهذه بعض الحالات التي تثبت نصب هؤلاء وجمعهم المال من الناس بغير وجه حق .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. [B][FONT=Courier New][B][CENTER]الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة
    مما لاشك فيه أن هناك فقراء ومعوزين في كل أنحاء العالم
    ويحتاجون المساعدة … ولكن تلك الطرق التي أشار اليها الكاتب
    والتي أصبحت مهنة تدر الأموال على ممتهنها يجب أن توقف
    وهناك ضحايا لهذه العادة السيئة وهم ( الأطفال ) عندما يترك الطفل
    عند إشارة أو في سوق وأحيانا تكون درجات الحرارة مرتفعة جداً لاتطاق
    وتكون تأثيرها عليهم عالياً – فقط للإستعطاف –
    وفي هذه الأيام أصبح المجهولون هم المتسولون فواجبنا جميعاً
    الوقوف مع الدولة ممثلةً في مكافحة التسول ونحن كمواطنين بعدم
    تشجيع إنتشار هذه الظاهرة وعدم التفاعل معهم والإنسياق خلف خططهم
    وتصنعهم العاهات والقصص العاطفية …
    حمانا الله وإياكم وأعز بلادنا والله خير الرازقين ،،،[/CENTER][/B][/FONT][/B]

  2. [B][FONT=Courier New][B][CENTER]الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة
    مما لاشك فيه أن هناك فقراء ومعوزين في كل أنحاء العالم
    ويحتاجون المساعدة … ولكن تلك الطرق التي أشار اليها الكاتب
    والتي أصبحت مهنة تدر الأموال على ممتهنها يجب أن توقف
    وهناك ضحايا لهذه العادة السيئة وهم ( الأطفال ) عندما يترك الطفل
    عند إشارة أو في سوق وأحيانا تكون درجات الحرارة مرتفعة جداً لاتطاق
    وتكون تأثيرها عليهم عالياً – فقط للإستعطاف –
    وفي هذه الأيام أصبح المجهولون هم المتسولون فواجبنا جميعاً
    الوقوف مع الدولة ممثلةً في مكافحة التسول ونحن كمواطنين بعدم
    تشجيع إنتشار هذه الظاهرة وعدم التفاعل معهم والإنسياق خلف خططهم
    وتصنعهم العاهات والقصص العاطفية …
    حمانا الله وإياكم وأعز بلادنا والله خير الرازقين ،،،[/CENTER][/B][/FONT][/B]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى