المحليةالمقالات

الخصخصة وإعلام الصمت..!

[COLOR=#FF002E]الخصخصة وإعلام الصمت..![/COLOR] سلطان الزايدي

[JUSTIFY]دائماً ما يكون العمل الناجح مبنياً على رؤية مستقبلية وفق أهداف وإستراتيجيات معلومة تقدّم حسب خطة واضحة تنفذ بالشكل المدروس والسليم، وحتى إن صادف هذا العمل بعض المعوقات تكون هناك خطط بديلة تعيد العمل من جديد للطريق السليم حتى يصل للأهداف المرجوة، هذا الأمر نظرياً يبدو سهلاً ولا يحتاج لمجهود سوى قليل من العبارات، لكن تنفيذه يحتاج لمجهود بدني وفكري؛ لأن الغاية والمحصلة النهائية هدفها التغيير للأفضل في منظومة العمل المقدم، وهذا ما حصل في مشروع (الخصخصة). فعلى حسب علمي أن مشروع (خصخصة الأندية) كانت فكرته مطروحة من أيام الأمير سلطان بن فهد الرئيس السابق لرعاية الشباب، وقد اعتمدت هذه الفكرة في بدايتها على تقديم دراسة شامله تحدد مدى إمكانية (خصخصة الأندية)، وكان الهدف من هذه (الخصخصة) خروج الأندية كمصروفات من جلباب الإنفاق الحكومي، وأن تكون لها إيراداتها الاستثمارية الخاصة بها التي تجعلها تقدم عملاً رياضياً اجتماعياً ثقافياً كدور أساسي لها في خدمة المجتمع.

سار الأمر على ما يرام، وتم أخذ الموافقات اللازمة حتى تتضح الصورة من إمكانية (خصخصة الأندية) في تلك الفترة – إن لم تخني الذاكرة – كانت وزارة المالية مرحبة بالفكرة، وأبدت تجاوباً كبيراً وتعاوناً في سبيل إنجاح هذا الأمر، بعد هذه الفترة توقف الأمر تماماً، ولم نعد نسمع أي جديد عن مشروع (الخصخصة) سوى بعض المقالات والتصاريح التي لم تكن واضحة، هل ألغيت فكرة (الخصخصة) وعادت الأندية لوضعها السابق؟ أم أن الوضع أصبح صعباً والفكرة لا يمكن أن يتنبأ بنجاحها؛ لأن هناك من لا يجد في الأندية استثماراً ناجحاً..! كانت أسئلة كثيرة تدور رحاها حول سؤال واحد: لماذا توقف مشروع (خصخصة الأندية)..؟ بعد ذلك استلم الأمير نواف بن فيصل رئاسة رعاية الشباب، وأذكر حينها أنني كتبت عن هذا الشاب الذي تخرج من مدرسة عراب الرياضة السعودية الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله)، وقلت: هذا الشاب سينجح في تغيير وتطوير الرياضة السعودية؛ لأنني -بكل صدق- لمست فيه الرغبة الصادقة للعمل وتقديم كل ما يخدم تطور الرياضة، فكان مشروع (الخصخصة) من ضمن أولويات هذا الأمير الشاب المتحمس، ولعل من أهم القرارات التي صدرت عن سموه حينها إنشاء إدارة جديدة داخل رعاية الشباب باسم “إدارة الاستثمار وتخصيص الأندية “، حينها أيقنت أن أمر (الخصخصة) لم يعد حلماً يراود البعض بل أصبح واقعاً ملموساً، فقد أعاد الأمير نواف الفكرة إلى أرض الواقع مرة أخرى، وقد جهز لها الخطط والإستراتيجيات المناسبة المبنية على دراسة مستفيضة من خلال هذه الإدارة التي بدأت ترسم خطط الاستثمار في الأندية وأعطتها فرصة البحث عن مداخيل لها، فمعنى أن تصدر رعاية الشباب -ممثلة في إدارة الاستثمار وتخصيص الأندية- قراراً يقضي باستثمار الأندية للأراضي والمنشآت المخصصة لها والمملوكة للدولة فهي تفتح آفاقاً جديدة في عالم الاستثمار والمال لكل الأندية التي كانت تعاني في السابق ومازالت تعاني ولن تنتهي هذه المعاناة إلا بعد أن تصبح الأندية الرياضية استثمارية ولها مداخيل ثابتة تجعلها تتحرك وفق السياسات العامة لها.

بعد هذه الخطوة المهمة جاءت الخطوة الأهم والمعنية بتحويل حلم (الخصخصة) لحقيقة، فقرر أمير الرياضة والشباب تشكيل لجنة تعمل على فتح باب (الخصخصة) مرة أخرى ودراسة الأمر بالشكل المناسب الذي يتناسب مع وضع الأندية حتى لا يصطدم هذا المشروع الضخم بالواقع ويتوقف قبل تقديمه للرياضيين، وقد تكون مؤشرات النجاح بدأت منذ إعلان أسماء أعضاء اللجنة التي كان رئيسها الأمير عبدالله بن مساعد رجل المال والاستثمار، ومعه نخبة من الشخصيات العامة التي تملك الخبرة والدراية في عالم المال والاقتصاد.

قامت اللجنة بعملها، وأخذت الوقت الكافي من أجل تقديم دراسة واضحة لمشروع مهم جداً، وهذا ما تحقق، يبقى الآن آلية العمل في تطبيق هذه الدراسة على أرض الواقع بعد موافقة مجلس الاقتصاد الأعلى.

مشروع (الخصخصة) من أهم المشاريع الرياضية التي تضعنا على الطريق الصحيح في أسلوب العمل التطويري للرياضة السعودية، لكن مع الأسف لم يكن هذا الحدث على المستوى الإعلامي والجماهيري ذا صدى كبير، فقد ذهب الجميع لمناقشة أمور كثيرة قد لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة رياضة وطن، وتركوا ما قدمته لجنة (خصخصة الأندية) والجهد المبذول في هذا المشروع من قبل اللجنة المكلفه بتقديم الدراسة، حتى الإشارة لما دار في المؤتمر الصحفي الذي عُقد من أجل هذا الموضوع لم تكن بالشكل المطلوب، وهذا الأمر قد يقود للإحباط، ولو افترضنا أن اللجنة لم تستطع إنجاز هذا العمل أو صاحبه بعض من جوانب التقصير لتغير الأمر وأصبحت درجة الاهتمام والتركيز عالية بحجة أن هذا هو دور الإعلام كرقيب ومتابع..!! فهل يختزل الدور الإعلامي في جزئية “الرقيب” فقط؟ سؤال مهم، ولا أظن أن إجابته يمكن تطبيقها على أرض الواقع..!
ودمتم بخير،،[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى