المحليةالمقالات

النصر المحلي.. وهلال العالمية

[COLOR=#FF002E]النصر المحلي.. وهلال العالمية[/COLOR] سلطان الزايدي

[JUSTIFY]من المفارقات الغريبة في عالم كرة القدم ما يحدث لفريقي النصر والهلال ، وكلاهما حسب توجهاته المستقبلية وبرامجه ، فالهلال منذ النسخة الجديدة لبطولة آسيا وهو يبحث عن لقب البطولة حتى تنتهي معاناته مع العبارة الشهيرة (العالمية صعبة قوية) ؛ لأنه بهذا يكون قد أنهى كل متطلبات الفريق البطل المميز على المستوى القاري ، فمشاركة الهلال في بطولة العالم للأندية تعد في حد ذاتها إنجازاً مهماً يكمل به الحلقة المفقودة في إنجازاته ، وهذا أمر طبيعي، والمطالبة به ليست غريبة، وخصوصاً أن الهلال نادٍ يُجيد صناعة النجوم المتعاقبة والتي تمتاز بالموهبة والقدرة على المحافظة على رتم النتائج والإنجازات وتحقيق البطولات ، هناك أندية عندما تفقد جيلاً أو ينتهي عمرهم الافتراضي في الملاعب تجدهم يتراجعون على مستوى النتائج والبطولات ، وقد يبتعدون عنها فترة زمنية طويلة ، والأدلة في هذا السياق كثيرة ، يبرز من أهمها النصر والاتحاد ، على الرغم من أن الناديين حققا على المستوى العالمي ما عجز عنه الهلال حتى هذه اللحظة ، لكن الهلال مازال يدخل المسابقات الرياضية المحلية وهو الأكثر جاهزية من غيره ، وفي نهاية الموسم تجد حصاده مختلفاً عن غيره ، بمعنى أن الهلال من الصعب أن يخرج في أي موسم من المواسم بدون بطولة أو بطولتين محليتين ، وهذا أمر يحسب لكل الأشخاص الذين يقفون خلف هذا النادي العريق ، المسألة ليست صعبة أو من ضرب الخيال ، المسألة عناصر تؤدي بشكل جيد داخل المستطيل الأخضر، وإدارة توفر كل متطلبات هذا الفريق، ويبقى التوفيق بيد الله سبحانه وتعالى . الهلال نموذج حي وعنوان حقيقي لمعنى العمل الجيد والدليل ما يقدمه من إنجازات على المستوى المحلي، ويبقى الإنجاز القاري وهو قادر بلا شك ، وتبقى الفرصة متاحة له كأكثر الأندية حظوظاً خلال الفترة القادمة، خصوصاً وهو طرف ثابت في المشاركة الآسيوية خلال السنوات الماضية ، ما يعيق الهلال لتحقيق بطولة آسيا هو ذات الشيء الذي يعيق النصر للعودة للبطولات المحلية ، والنظرة هنا يجب أن تكون شاملة بعيدة عن ظروف الفريقين وإمكانيات كل فريق ، وقد تجعل الفترة الأخيرة للفريقين من مقالي هذا أكثر وضوحاً للقارئ الكريم .

النصر يقدم هذا الموسم موسماً استثنائياً بكل المقاييس، على الرغم من بعض الإخفاقات التي واجهها في بداية الموسم مع المدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا إلا أنه عاد وواصل البحث عن تحقيق النتائج الإيجابية حتى وصل مع الهلال لنهائي كأس ولي العهد بكل جدارة واستحقاق، بعد أن أقصى النادي الأهلي الذي يعتبر حالياً من أقوى وأهم الأندية على المستوى الآسيوي، إلا أن التوفيق لم يحالفه في الحصول على كأس ولي العهد، وذهبت البطولة للفريق المتمرس على حصد الألقاب المحلية ، ليعود النصر من جديد لمعاناته ويصبح مسلسل التفريط بالبطولات مستمراً، إذن هناك عوامل مختلفة تعيق تقدم الفريق النصراوي على المستوى المحلي والهلالي على المستوى الآسيوي، ومن وجهة نظري الهلال والنصر لا ينقصهما شيء من أجل تحقيق أحلام وتطلعات جماهيرهما، وما يعيق هذا الأمر هو إحساس الفريقين بأهمية المنجز الذي يطمحون لتحقيقه، وهذا ما قد يعيق تحقيقه متى ما أصبح هاجساً يضع الجميع تحت الضغط ، لدينا أندية كثيرة في دورينا تتفوق فنياً على أندية آسيا المشاركة في البطولة الآسيوية، والهلال يتفوق عليها ذهاباً وإياباً، لكنه يخفق أمام الأندية الآسيوية الأقل فنياً من الأندية المحلية ، إذن الموضوع ليس موضوع مستوى فني ..! هو زيادة اهتمام ترتب عليه زيادة ضغط حتى فُقد التركيز ، وأصبح الأمر بالنسبة للهلال أكثر صعوبة من قبل ، وفي النصر الحال ذاته، جماهيره وإعلامه وكل من ينتمي للنصر ينتظر بطولة محلية تلغي سنوات الجفاف والقحط التي مرت على النصر ؛ مما ترتب عليه ضغط نفسي كبير على اللاعبين والإداريين والجهاز الفني ، أكثر من فريق فني أشرف على النصر طوال الفترة الماضية ونجوم كبار انضموا للفريق وجميعهم يستغربون ابتعاد هذا الفريق الذي يضم نخبة جيدة من النجوم لم يحقق بطولات ومبتعد عنها منذ زمن .

الجوانب النفسية لها دور كبير في تجهيز أي فريق مهما بلغت قوته ، هنا يظهر دور علم النفس الرياضي وندرة المتخصصين في هذا المجال ، من الضروري أن تهتم الأندية بالجوانب النفسية والتعامل مع متخصصين في المجال النفسي الرياضي ؛ لأن قدرات اللاعب البدنية تحتاج إلى دعم نفسي وأسلوب ذهني ملم بكل أبعاد التركيبة النفسية له، وتكون مبنية على بحث علمي دقيق معتمد على المتابعة المستمرة للاعب حتى يتمكن من إظهار كل طاقاته داخل الملعب دون أن يتأثر بما يدور حوله.
وضع الهلال مع البطولة الآسيوية والنصر مع البطولات المحلية يفرض علينا التركيز على بعض الجوانب الأخرى البعيدة عن الجانب الفني والإداري ، قد أعتبره جانباً مهماً يتوازى في أهميته مع الجوانب الفنية والإدارية .
ودمتم بخير ،،[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى