النصر يقدم هذا الموسم موسماً استثنائياً بكل المقاييس، على الرغم من بعض الإخفاقات التي واجهها في بداية الموسم مع المدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا إلا أنه عاد وواصل البحث عن تحقيق النتائج الإيجابية حتى وصل مع الهلال لنهائي كأس ولي العهد بكل جدارة واستحقاق، بعد أن أقصى النادي الأهلي الذي يعتبر حالياً من أقوى وأهم الأندية على المستوى الآسيوي، إلا أن التوفيق لم يحالفه في الحصول على كأس ولي العهد، وذهبت البطولة للفريق المتمرس على حصد الألقاب المحلية ، ليعود النصر من جديد لمعاناته ويصبح مسلسل التفريط بالبطولات مستمراً، إذن هناك عوامل مختلفة تعيق تقدم الفريق النصراوي على المستوى المحلي والهلالي على المستوى الآسيوي، ومن وجهة نظري الهلال والنصر لا ينقصهما شيء من أجل تحقيق أحلام وتطلعات جماهيرهما، وما يعيق هذا الأمر هو إحساس الفريقين بأهمية المنجز الذي يطمحون لتحقيقه، وهذا ما قد يعيق تحقيقه متى ما أصبح هاجساً يضع الجميع تحت الضغط ، لدينا أندية كثيرة في دورينا تتفوق فنياً على أندية آسيا المشاركة في البطولة الآسيوية، والهلال يتفوق عليها ذهاباً وإياباً، لكنه يخفق أمام الأندية الآسيوية الأقل فنياً من الأندية المحلية ، إذن الموضوع ليس موضوع مستوى فني ..! هو زيادة اهتمام ترتب عليه زيادة ضغط حتى فُقد التركيز ، وأصبح الأمر بالنسبة للهلال أكثر صعوبة من قبل ، وفي النصر الحال ذاته، جماهيره وإعلامه وكل من ينتمي للنصر ينتظر بطولة محلية تلغي سنوات الجفاف والقحط التي مرت على النصر ؛ مما ترتب عليه ضغط نفسي كبير على اللاعبين والإداريين والجهاز الفني ، أكثر من فريق فني أشرف على النصر طوال الفترة الماضية ونجوم كبار انضموا للفريق وجميعهم يستغربون ابتعاد هذا الفريق الذي يضم نخبة جيدة من النجوم لم يحقق بطولات ومبتعد عنها منذ زمن .
الجوانب النفسية لها دور كبير في تجهيز أي فريق مهما بلغت قوته ، هنا يظهر دور علم النفس الرياضي وندرة المتخصصين في هذا المجال ، من الضروري أن تهتم الأندية بالجوانب النفسية والتعامل مع متخصصين في المجال النفسي الرياضي ؛ لأن قدرات اللاعب البدنية تحتاج إلى دعم نفسي وأسلوب ذهني ملم بكل أبعاد التركيبة النفسية له، وتكون مبنية على بحث علمي دقيق معتمد على المتابعة المستمرة للاعب حتى يتمكن من إظهار كل طاقاته داخل الملعب دون أن يتأثر بما يدور حوله.
وضع الهلال مع البطولة الآسيوية والنصر مع البطولات المحلية يفرض علينا التركيز على بعض الجوانب الأخرى البعيدة عن الجانب الفني والإداري ، قد أعتبره جانباً مهماً يتوازى في أهميته مع الجوانب الفنية والإدارية .
ودمتم بخير ،،[/JUSTIFY]