قبل سنتين تقريباً وقبيل موسم الأمطار بعد عام من حادثة سيول جدةّ الأولى، نقلت وسائل إعلام تصريحاً لأمين المحافظة يؤكد فيه استعداد الأمانة لاستقبال الـمَـطَـر وفق خطة استراتيجية!
يومها وبعد ذلك (التصريح)، كَـتَـبت مقالاً منه: يا أحبائي أهل جـدّة: (اشهدوا على معالي الأمين؛ فَـلو هطلت الأمطار وحصلت بعض الأضرار – لا سمح الله – فلن يقبل منه أو من معاونيه الأعذار؛ فلا حجة بمفاجأة الأمطار؛ فها هو يؤكد التعاون والمتابعة مع الأرصاد إلا إذا كانت الأرصاد ما زالت تعيش في عَصر (منخفض السودان) ، وأحلى الأماني مع (حَـسَـن كَرّانِـي)، ولا ذريعة بغزارة الأمطار، وارتفاع منسوبها ومعدلاتها؛ فهذا يحدث لأيام في كثيرٍ من الأقطار الفقيرة دون أخطار!!
وحينها أيضاً سوف يُرْفَـض حديث الأمانة عن قلة أجهزة سَـحْب المياه أو ضعفها، وكذلك تعليلها بالتعدّيات والعَـشْوائيات، وتواجد الأحياء في مجاري السيول في جنوب جدة وشرقها؛ فها هي حَـيّـة ترزق، تُـرَدّد صدى تصريحه هذا (وتَـبْـصِـمُ عليه بالعشَـرَة) !!
ولن يقبل من معاليه يومها الحديث عن قلة المخصصات المالية لتصريف مياه الأمطار؛ فقد وقّـع العديد من مشاريع تصريف المياه بمئات المليارات؛ المهم بعد نشر المقال اتصل معالي الأمين مؤكداً بأنه لم يَـعِـد ولم يَـقُـل تلك العبارات!!
ذلك المشهد تذكرته وأنا اقرأ قبل ثلاثة أيام تصريحات واضحة الحروف بَـيّـنة الكلمات لـ (معالي أمين العاصمة المقدسة) فيها يُـعْـلِـن على الملأ عن جَـاهِـزِيّـة فِـرَق الأمانة لمواجهة السيول، وأنها جَـنّـدَت جميع إمكانياتها استعداداً لموسم الأمطار الذي بدأت بشائره، حيث خصّـصـت عدداً من الفرق الفنية ذات الخبرات العالية لصيانة ونظافة شبكات تصريف وتفقد جاهزيتها أولاً بأول!!
فالآن يا أَهْـلِـي في مكة المكرمة اشهدوا على (الأمين) ووزّعُـوا تصريحاته في الأماكن العامة والمساجد والمدارس، حتى لا تأتي الأعذار في حال حصلت الأخطار والأضرار (سَـلّـم الله العاصمة المقدسة وأهلها الطيبين وباقي بلاد المسلمين من كل مكروه)!!
نعم تبادلوا كلام (الأمين) وانقلوه لأولادكم، ولا مانع أن تسجلوه في المحكمة من باب الاحتياط فقط؛ إلا إذا كان (معاليه) سينفيه كما فَـعَـل أمين جدة!!
نعم اشهدوا على تأكيد أمين العاصمة المقدسة على استعدادهم لموسم المطر؛ ولكن فضلاً كونوا دقيقين فمعاليه لم يُـؤكد سلامة الطرق والأحياء من جود المستنقعات والبحيرات في حال سقَـطَـت الأمطار؛ فذاك يبدو عندنا بعيد الـمَـنَـال، بل قال: بأنّ الأمانة قَـد جهزت عدد (25) شِـيول و(25) قلاباً كبيراً و(12) وايت شفط و(20) مضخة تصريف سيول!!
طبعاً تلك اللغة الـشّـيْـولية والشّـفْـطِـيّـة غريبة ليست على الدول المتقدمة؛ بل حتى الفقيرة؛ لكن نعتبرها (استعدات)، فَـلُـطْـفاً (اشهدوا عليها)!!
وأخيراً تحدث بعض الأخبار عن غَـرق مواطنين، وإصابة أربعة، واحتجاز ستة أشخاص؛ نتيجة لأمطار هطلت شرق مكة المكرمة الأسبوع الماضي؛ ولست أدري هل كانت تلك الحوادث قبل تصريحات (الأمين) أم بعدها!!
بصراحةبعض تصريحات المسؤولين لا تثمر على شئ مثل فقاعات الصابون ولكن الغرض منها تلميع شخصياتهم امام ولاة الامر فمن يحاسبهم على هذه التصريحات الرنانة . الدولة تنفق المبالغ الطائلة للمشاريع الحيوية ولكن هناك تباطؤ واضح في التنفيذ وبعضها لا ينفذ وكأن كلام الليل يمحوه النهار . وحسبنا الله ونعم الوكيل .
بصراحةبعض تصريحات المسؤولين لا تثمر على شئ مثل فقاعات الصابون ولكن الغرض منها تلميع شخصياتهم امام ولاة الامر فمن يحاسبهم على هذه التصريحات الرنانة . الدولة تنفق المبالغ الطائلة للمشاريع الحيوية ولكن هناك تباطؤ واضح في التنفيذ وبعضها لا ينفذ وكأن كلام الليل يمحوه النهار . وحسبنا الله ونعم الوكيل .