في السابق كان أغلب المنتمين للإعلام الرياضي ينفون قطعياً وجود إعلام أندية ويرفضون الفكرة تماماً بدعوى أن الإعلام الرياضي هو للجميع، ويتوحد صفه متى ما كانت المشاركات على مستوى المنتخبات الوطنية، ومع تقادم الأيام اتضح الأمر بشكل واضح، ولم نعد نجد من يردد هذا الأمر لأن الوضع أصبح أكثر وضوحاً، وكل يشاهد ما تطرحه الصحف الورقية والإلكترونية، وأصبحنا جميعاً نميز بين الصحف بمختلف أنوعها، ونعرف النصراوية والهلالية والاتحادية والأهلاوية، فالمتابع الرياضي عندما تسأله: لماذا تركز في متابعتك على تلك الصحيفة عن غيرها من الصحف؟ يكون جوابه مقروناً بالميول، هذه الصحيفة تميل للفريق الذي أشجعه، ليس في هذا ما يضر ولستُ معترضاً عليه، وليس هذا هو موضوعي اليوم، ما جرني للحديث عن هذا الأمر أن بعض الصحف التي تهتم بدعم أندية معينة لها دور كبير في إنجازاتها على كافة الأشكال، بمعنى أن هناك إعلاميين تحركهم ميولهم، وتجد الواحد منهم وهو ينقل الخبر يفكر في تأثير هذا الخبر، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، وبما أنه مؤتمن في نقله فهو يدرس مع صحيفته الأسلوب الأمثل في طرحه حتى لا يكون له تأثير سلبي على الفريق إذا كان يحمل صفة السلبية. أما إذا كان إيجابيا فيكون طرحه ونشره بشكل مميز حتى يحقق الفائدة المعنوية من نشرة قبل أي شيء آخر، بينما هناك إعلاميون مع الأسف، وأقول مع الأسف ليس لأنهم ينقلون الحقيقة، بل لأنهم يثيرون حول هذا الفريق البلبلة، وقد يكونون – على الرغم من انتمائهم كميول لهذا الفريق- سبباً مباشراً في تردي نتائجه وابتعاده عن البطولات، ومع الأسف أيضا قد تجدهم من أهم الإعلاميين والمعروفين بميولهم لما لهم من تاريخ طويل وعريض في الإعلام الرياضي.
في الإعلام الرياضي لن تتعجب عندما تجد من يُسخر طاقاته وعلاقاته الإعلامية من أجل إسقاط رئيس نادٍ، أو تصفية حسابات معه، والأمثلة كثيرة، وربما يبرز في الفترة الأخيرة رئيس الاتفاق عبدالعزيز الدوسري ورئيسا الاتحاد والنصر، وأعتقد أن الأيام القادمة ستفرز رئيساً آخر. هذا كله يؤكد على مدى تأثير الإعلام، لكن الشيء الإيجابي في حقيقة الأمر هو ظهور بعض الشخصيات التي لا تتأثر بما يدور في الإعلام، ولا يعنيها تأليب الجمهور الرياضي، فهي تسير وفق العمل المخطط له، وقد يكون رئيس الاتحاد محمد الفائز خير دليل يجعل هذا الأمر أكثر وضوحاً.
عزل الإعلام الرياضي وتهميشه أو التقليل من شأنه ليس بالأمر السهل، ولن يستطيع أي رئيس نادٍ -مهما بلغ نفوذه- أن يقاوم سلطته ما لم تكن هناك نتائج ملموسة وعمل واضح يدعم مسيرته، وهذا أمر إيجابي لن يؤثر ما دام هناك عمل، لكن المؤثر أن تبدأ إدارة جديدة عملاً جديداً وتعديل بعض الأخطاء، وهذا الأمر قد يصاحبه بعض الإخفاقات في البداية، وإن لم يكن خلفه إعلام يدعم توجهاته سيجد نفسه أمام معاناة قد تقوده لأن يفشل في بعض برامجه المُعدة مسبقاً وفق الخطط الإستراتيجية للمرحلة القادمة، كل هذه التوجهات التي تعتمد على توافق بعض الإعلاميين الرياضيين والمعتمدة في الأساس على -مع أو ضد- تجعل الرئيس الذكي يفكر كيف يكسب بعض وسائل الإعلام بشرط أن لا يكون لهم أي تأثير على مستقبل تلك الخطط الموضوعة، وإن كان هناك تأثير يصب في مصلحة تلك الخطط فهذا أمر إيجابي غير ذلك سيكون التأثير سلبياً وسلاحهم فيه الجمهور.
من الأسباب الرئيسية والمهمة في نجاح بعض الأندية التي تحقق البطولات بشكل مستمر وبشكل موسمي (الإعلام)، والإعلام أيضاً هو سبب مباشر في (إسقاط) بعض الأندية، ولستُ أعني هنا الإعلام المضاد.
مشكلة بعض الأندية في إعلامها المنتمي لها أو المحسوب عليها، هي أنك تجدهم قبل الإخفاق يثيرون بعض الجوانب التي تؤثر على مسيرة الفريق، وبعد الإخفاق تظهر القصص والحكايات عن سبب الإخفاق، والبعض الآخر يؤكد أنه يعلم عن كل ما كان يدور داخل الفريق أثناء الموسم، وقبل الإخفاق كان يدعي أنه بعيد عن الفريق وليس ملماً ببعض الأشياء..! وهؤلاء لا تعلم هم ضد مَن أو مع مَن..! يتحدثون عن الكيان ومصلحة الكيان، وعندما تحلل الواقع تجدهم سبباً مباشراً فيما يحدث للكيان الذي يتشدقون بقيمته وأهميته!!
في عالم السياسة والحرب الإعلام هو أهم عنصر من عناصر الانتصار، وهو الوقود الحقيقي لرفع المعنويات، وقيادة الدول لمستقبل أفضل، وفي الرياضة دور الإعلام لا يقل بأي حال من الأحوال عن الوضع السياسي، على الرغم من اختلاف التوجهات؛ إذ من الضروري جداً أن تعمل إدارات الأندية على هذا الأساس، بعض رؤساء الأندية يدفعون مبالغ باهظة في جلب لاعب أو لاعبين، بينما لو وضع أسساً صحيحة تدعم مسيرة ناديه لربما وفر تلك المبالغ ونجح في الوصول لما يريد..! لا أعني هنا شراء الإعلام، بل تأسيس صحيفة خاصة وعامة في الوقت نفسه تهتم بالفريق وتدعم مسيرته، مع الاهتمام أيضا بكل ما يخص الرياضة والشباب، وتغني المشجع الرياضي المنتمي لفريقه عناء البحث عن أخبار الفريق في صحف أخرى قد لا تكون مهتمة بتفوق الفريق ودعمه.