فمنذ الزمن القديم؛ والدبابير ([COLOR=darkblue]بائعو الذمة والأمانة[/COLOR]) ؛ نجدها في كافة المجتمعات، تنعم بالعيش في إدارة شؤونها، وتولي أمورها، ولها في ذلك صولات وجولات ، فهي تقول ما تشاء، وتفعل ما تريد ، وتتصرف كما ترى.
والناس نحوها صنفان: فمنهم من يقف في سبيلها، ويعمل على دحرها، والقضاء عليها، ومنهم من يرى جورها، ويعلم تعدياتها، لكنه لا يحرك نحوها ساكناً، حيث يخشى لسعها وبطشها، ويخاف من لذعها وهجومها.
تُعرف الدبابير بوصفها ، ونعلمها بصفاتها، فهي القائمة على الغش والتحايل، المهتمّة بالنهب والاختلاس ، الحريصة على الهدر والتعطيل ، المتمرسة في الخداع والخيانة، الخادعة بالالتفاف على الحقائق، والمسببة لكل النكبات والمفاسد.
إن وجود الدبابير وتناسلها ؛ فيه وبال ودمار ، ينتج عنها: نهب للخيرات، وسرقة للمخصصات، وعبث بالمقدرات ،وتدمير للممتلكات، وضياع للعطاءات، وتأخر كبير عن سائر المجتمعات.
إن الكثير من البلدان ، وقفت أمام الدبابير،فأحرقت بيوتها، وحسمت وجودها، وفرقت جمعها، وحاسبت على خروجها، ولا تجد عندهم إلا بعضاً منها، وفي جنح الظلام ؛ يتحركون والناس نيام، ومع ذلك يضعونها تحت المراقبة، ويقيمون لها المحاكمة، ولا يتركونها بدون محاسبة.
وأما عندنا ، فالدبابير تعمل منذ زمن طويل، وفي وضح النهار، وبلا كلل ولا ملل،وبدون خوف ولا وجل ، ولا حياء ولا خجل.
إن قرار الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأخير، بتشكيل لجنة للتحقيق ، وتقصي الحقائق عن كارثة جدة، لمحاسبة كل متسبب فيها، يعني أننا سنضرب وكراً من أوكار الفاسدين، وسنكشف عن مخبأ من مخابئ المنتفعين، وسنقطع بذلك دابر المتهاونين المهملين، حتى نستريح إلى الأبد من لذعهم ولسعهم ، ونسلم من شرورهم وفسادهم.
فالبلاد لا تحتمل الأخطاء، وصور الأشلاء والجثث ، والمآسي والأحزان؛ مازالت في جدة ماثلة للعيان.
بيان الملك (رعاه الله تعالى)، مرحلة إصلاحية جديدة، من أجل وطن أجمل ، ومستقبل أجمل، وحياة أجمل، ننعم فيها بالرفاهية والازدهار، والعيش الرغيد، والخير الكثير.
[ALIGN=LEFT][COLOR=green]د.عبدالله سافر الغامدي[/COLOR] جده[/ALIGN]