المحليةعبدالله منور الجميلي

كَـرامَـة الإنسان الـخَـلَـل من الـمَـصْـدر

[COLOR=#FF001F] كَـرامَـة الإنسان … الـخَـلَـل من الـمَـصْــدر![/COLOR] عبدالله منور الجميلي

[JUSTIFY]يوم الجمعة الماضية كنت في إحدى محطات الباصَــات في العاصمة الماليزية (كـوالالبور)، محطة صغيرة المساحة ولكنها راقية، ومكتملة الخَـدمات، مبنى مكون من أربعة طوابق، تشتمل على أسواق تجارية استغلالاً لزحمة الناس وتسويقاً للمكان، وهناك مكاتب أو كاونترات صغيرة لعشرات الشركات الناقلة التي تتنافس بينها للفوز بالـرّكاب!!

الرّاكب كأنه في أرقى المطارات يحجز مقعده في الشركة التي يريد، ثم ينتقل للباصات في الدور الأرضي عبرات ممرات ذات سلالم متحركة ومكيفة، لها مسارات مختلفة ومرقمة!

في الوقت المحدد تنطلق الحافلة حتى لو لم يكن فيها إلا راكب واحد، والباصَـات كلها (VIP )؛ لأن الناس هناك تُـعَـامَـل كلها على هذا الأساس!!
عندما رأيت تلك المحطة والمعاملة الراقية للإنسان، واحترام كرامته؛ ورجعت لواقعنا، أصابتني نوبات من الألَـم وعرفت أنّ العالم من حولنا يتقدم ؛ أمّـا نحن فـ (مكانك سِـرّ أو راوِح)، وما يخطوه العَـالَـم في شهر نحتاج إلى سنوات حتى نصِـل إليه!
ونظرة عَـجْـلَــى على واقع مُـدن الحجّـاج في مكة المكرمة، وما يعانيه فيها الحجاج والزائرون خير شَـاهِـد؛ ولن أتحدث عن ذلك الواقع المؤلم؛ ولكن اسألوا الحجاج والمعتمرين، أو لعل أحد مسئولي الحج أو إمارة العاصمة المقدسَـة يهبط من برجه العاجي، ويعيش التجربة القاسية بنفسه، ولو لساعات؛ (لعل وعسى) أن تتحرك بعض مشاعِـره!!

وهنا لماذا لا نُـفِـيد من تجارب الآخرين في خدمتنا لِـنَـقـل الحجاج والمعتمرين إلى مكة المكرمة ومنها؛ وأعتقد أنّ أولى الخطوات فَــكّ الخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام مِـن أَسْــرِ شركات الطوافة وعائلاتها!!
وأنا هنا لا أبحث عن أن تنتقل الـطّـّـوافَـة من أهل مكة إلى أهل الرياض أو القصيم ( كما يظن أو يردد البعض، أو هكذا يشـك)؛ فذلك آخِـر اهتماماتي!
لكني أنشد فتح المجال للقطاع الخاص للتنافس على تقديم الخدمات؛ وفق شروط تلزمه بموصفات راقية تليق بضيوف الرحمن وبأهل مكة الطيبين؛ فَـزمن الاحتكار قَـد وَلّــى؛ ولا مانع من استيعاب مؤسسات الطوافة فيما تقدمه الشركات الخاصة!!

[COLOR=#FF000F]هَـمَـسَــات:[/COLOR]

* قبل سنوات، وعندما كنّـا مجبرين على قنواتنا التافزيونية (غَـصـب واحد، وغَـصـب اثنين) كان إحداهما تنقل مباراة كرة قدم محلية، وفجأة انقطعت الصورة؛ فخَـرج المذيع معتذِراً: نأسف لهذا الـخَـلَـل الناتج من الـمَـصدر؛ فأخونا نسِـي أن قناته هي الناقلة وهي المصَـدر!!
هذا المشهد تذكرته، عندما اعتذرت المؤسسة العامة لتحلية المياه عن انقطاعات المياه بمكة المكرمة خلال الأيام الماضية بأنه من المصدر (في محطة الـشّـعيبة)!!

* أشكر جميع مَـن تفاعل مع ما طرحته هنا الأسبوع الماضي من أهمية أن يكون هناك وثيقة شَـرف للإعلاميين في مكة المكرمة للحفاظ عل صورتها وصورة أهلها في وسائل الإعلام، وأخص بالشكر أستاذي عبدالله الزهراني رئيس تحرير هذه الصحيفة على مبادرته وتفاعله، وأرجو تشكيل فريق عمل لوضع تصوّر لهذه الوثيقة ورؤية ورسالة وأهداف لها، حتى ترى النّـور قريباً بإذن الله تعالى .[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى