«حركة تمرّد »وهي حركة معارضة دعت إلى سحب الثقة من رئيس الجمهورية محمد مرسي وطالبت بالإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة ، تلك الحركة ساهمت بشكل كبير في خروج الملايين إلى الشوارع من خلال جمع تواقيع لعموم الشعب وهي البذرة الأساسية التي ساهمت في إسقاط حكم الإخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي .
حركة تمرد المصرية شجعت الكثير من الشعوب العربية لتكرار تلك التجربة ضد حكومات بلدانهم ، مثلا في ( تونس ) أُعلن عن إنشاء حركة «التمرد من أجل تونس »الذي قال المتحدث الرسمي لها بأنه تم حشد الآلاف من التواقيع تمهيدا لاحتجاجات شعبية هدفها إسقاط الحكومة الحالية والمجلس الوطني التأسيسي وتصحيح مسار الثورة على حد تعبيرهم .
صحيح هناك شريحة واسعة وكبيرة من التونسيين تقلل من أهمية النسخة المقلدة من حركة التمرد المصرية بدعوى أن التقليد لا يصنع الثورات وأن الحركة الاحتجاجية المصرية ما كانت لتُعطي أُكلها لو لم تكن هناك إرادة شعبية متوفرة لإسقاط النظام ؛ولكن بالمقابل هناك شريحة أخرى تُلّوح وتُصر على المُضي في طريق التمرد السلمي شعارهم في ذلك ( قلّدنا المصريّون سابقا ونجحت ثورتهم المُقلّدة فلماذا لا نُقلّدهم في تمرُدهم ما دُمنا نعيش نفس المشاكل ) .
إنشاء حركة «التمرد من أجل تونس »دعت عدد من النواب إلى التعبير عن خشيتهم من إمكانية أن تنتقل العدوى من ميادين مصر إلى ساحات تونس .
السلطة في تونس أضرت كثيرا ” بالترويكا ” الحاكمة المكونة من حزب النهضة وحزب المؤتمر وحزب التكتل ( يسار وسط علماني ) ، حيث جعلتها منعزلة ومنغلقة سياسيا وشعبيا ، كما أن الاندفاع نحو السلطة والتشبث بها دعاها إلى تقديم وعود انتخابية سخية وكبيرة رفعت سقف التوقعات لدى الشعب مما جعلها تنقلب عليهم وبالا بمطالبات وتحركات شعبية واجتماعية استُغلت لأغراض سياسية ، وكذلك عدم المصارحة والمكاشفة التي لم تنتهجها تلك الأحزاب ضد شعبها بحقيقة الأوضاع السيئة التي تمر بها الدولة التونسية عقب الثورة ، والبحث عن حلول مؤقتة دون الإسراع في برامج الإصلاح .
خلاصة القول أن ما يحدث الآن في تونس يشبه كثيرا ما حدث في مصر وهناك دعوات مستمرة لإنشاء حركات «تمرد »في عدد من الدول العربية أبرزها اليمن والجزائر .[/JUSTIFY]