[JUSTIFY] أعزائي قراء صحيفة مكة الإلكترونية اعذروني أن أنقلكم في السطور القادمة إلى المدينة المنورة.
فمَـن تابع الإعلان عن تنفيذ مشروع النقل التَّـرَدّدي بالباصات أو الحافلات في هناك من وإلى المسجد النبوي الشريف الذي طُـبِّـق خلال شهر رمضان المبارك، سوف يعجب من كثرة ما نُـشِـر عنه من أخبار، وما كُـتِب فيه من تقارير، وما صدر حوله من بيانات!!
مَـن تابع كل ذلك خلال الأيام الماضية يعتقد بأن المسئولين عنه قَـد جاؤوا بما لم تأتِ به الأوائل، أو أنهم قَـد (جَـابوا الـدِّيْـب من ذِيْـلُــه) كما يقول إخواننا في مصر، بل وربما وصلت به الـظّـنون بتَـعْـيِـيـن (وزير للنّـقْـل الـتّـرَدّدي في المدينة)!!
يا جماعة الربع الحكاية ما تستاهل كلّ هذا البهرجة والتطبيل والتصفيق فهي ببساطة بَـاصَـات عادية تتحرك من محطات معينة، (آسِـف من شوارع وأرصفة) بعينها، فليس هناك محطات بمفهومها الصّـحيح؛ فهل هذا ما تستحقه المدينة النبوية وأهلها وزوارها الطيبين حتى تُـقِـيْـمُـوا لأجله الأفراح والليالي المِـلاح!!
كان الحكاية تـسْـتَـاهل تلك العناوين والتصريحات والبيانات كلها لو كان فيها هناك بُـشْــرَى بِـقطارات معلقة أو مترو أنفاق أو ممرات للمُـشاة مظللة ومكيفة تربط المنطقة المركزية بأطراف المدينةَ!!
يا الـرّبـع هل زرتم بعض الدول لتروا أين وصلوا، وماذا حققوا في مجال النقل العام؟!
لا تذهبوا بعيداً إلى أمريكا أو أوربا، فقط فلعل بعض انتداباتكم الخارجية تكون لـ (كوالالمبور) عاصمة ماليزيا التي كانت قبل ثلاثين سنة دولة بدائية؛ فهناك ستشاهدون التطور والرّقي والخدمات ذات الخمسة نجوم في مختلف وسائل النقل العامة!
لو فعلتم ذلك لتأكد لكم أن أولئك قد سبقونا بسنوات ضوئية، فللأسف نحن نبدأ دائماً من حيث بدؤوا، ومنهم نأخّذ قِـطَـع الغِـيَـار وما تركوا!
وأخيراً أرجوكم يا أولئك اهبطوا لأرض الواقع وكفاية فرقعات إعلامية وبيانات، فأهل طيبة الطيبة يبحثون عن المنجزات الحقيقية.[/JUSTIFY]