بتغيير بسيط في المثل الدارج ( [COLOR=darkblue]كلنا في الهم عرب [/COLOR]) تعمدت وضع كلمة ( المشاكل ) بدلاً من الهم ، واستميح عذراً في هذا التغيير من صاحب هذا المثل أو المقولة إياها ، ولم أجد أنسب من هذا العنوان في وصف حالة الغليان التي اجتاحت وسائل الإعلام في بلدين شقيقين ، مُسلمين ، عربيين تربطهما علاقات أُخوة وصداقة أكبر بكثير من علاقة ( [COLOR=crimson]كرة قدم ![/COLOR] ) .
كرة القدم هي لعبة شعبية لدى كل بلاد العالم وهي مُتعة كروية تنتهي بنهاية اللقاء سواءً فاز فريقنا أو هُزم ، وحينما يتحول عشق الكرة ـ وليس التشجيع ـ إلى جنون وعداوة وكره فعندها يجب أن نقف ونصحح مَسارنا الذي نحن نسير فيه ، على مدى ما يقارب من شهر ونحن لا نرى ولا نسمع سوى التهجم والتهكم من قبل وسائل إعلام البلدين ، ولستُ في مقام تحميل المسئولية لإعلام أحد البلدين ولكن الذي وضح للجميع أن إعلام أحدهما جَيَّشَ كل وسائل إعلامه للثأر وأضحت حرباً إعلامية بكل المقاييس لا ينقصها إلا أن تتحول إلى حرباً حقيقية بالسلاح بين البلدين لا قدر الله وهذا ما يخشاه العقلاء إن لم يتم تدارك الوضع ورأب الصدع بين أقطاب إعلام البلدين غير المسئول ، والذي مع الأسف جعلنا أُضحوكة أمام العالم لمجرد فريق فاز ، وآخر خسر !
التعصب الأعمى للكرة والذي سيطر على تفكير كثير من العرب ( [COLOR=crimson]والذي طال كل بلاد العرب تقريباً[/COLOR] ) يحتاج إلى دراسة من قبل المتخصصين من علماء الدين وعلماء النفس والاجتماع لدراسة هذه الظاهرة والتي بدأت تتزايد يوماً بعد آخر في ظل ثورة التقنيات الحديثة كالنت ، والتي أضحت مجالاً خصباً لبعض الرعاع والدهماء ـ عُذراً على هذه الأوصاف ـ في شحن المواطنين والجماهير في كِلا البلدين ، كما ساهم في تنامي العداوة بين البلدين بعض المستفيدين من خروجهم بين فينةٍ وأُخرى من بعض المَنسيين من المشاهير من الفنانين والإعلاميين أو غيرهم في الظهور على شاشات القنوات بحجة الوطنية والتي يتغنون بها في شحن الرأي العام لقضية يجب أن تنتهي بعد المباراة مُباشرة ، لا أن تمتد لأسابيع في طرح نقاشات واللعب على وتر الوطنية في غياب كامل لتحكيم العقل والمنطق ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .
[ALIGN=LEFT][COLOR=green]ماجد بن مسلم المحمادي[/COLOR] إعلامي سعوديalharbi5555@gmail.com [/ALIGN]