لا يعني الحس الوطني جهة دون أخرى أو شخصاً دون آخر .. الحس الوطني لا يعني الجهات العسكرية وقت الحروب والدفاع عن الوطن ، ولا الجهات الأمنية عند محاربة الإرهاب والإرهابيين ومتابعة تحركاتهم ومنع الجريمة والمخدرات وغيرها، ولا يخص الجهات الدبلوماسية في الدفاع عن سمعة الوطن وسياساته وتوجهاته ، ولكنه يعني جميع أبناء الوطن وفي أي مكان وجميع القطاعات الحكومية والخاصة فالوطن للجميع .. ولا يقتصر الحس الوطني على الخطب والمحاضرات والحملات الوقتية ولكنه عمل مستمر يتواصل على مدى حياة الاشخاص وفي كل مجال ..
تحمل الجامعات مسؤولية كبيرة في هذا المجال فهي من يفترض فيها غرس ثقافة المواطنة وحب الوطن وتنميتها في المجتمع وهذا الدور الرائد تقوم به الجامعات في الدول المتقدمة وليست جامعاتنا ولله الحمد بأقل مستوى من نظيراتها العالمية في هذا المجال إن لم تفوقها..
وقد سرني ماقرأته في من تصريحات المسؤولين في جامعة الباحة هذه السنة والتي اعلنت فتح القبول للانتساب المجاني لأبناء شهداء الواجب والسجناء والضمان وهذا الفعل الجميل يستحق منا الإشادة فهذا جزء من دور الجامعة في المجتمع النظر لحالة المواطنين والعمل على مساعدتهم بمختلف شرائحهم لاستكمال تعليمهم ..
ومع هذا كنت أتمنى من جامعة الباحة بعد أن قدمت هذه البادرة الطيبة أن تكون قد سمحت لأبناء شهداء الواجب بالالتحاق لديهم انتظاما وليس انتسابا كما فعلت جامعة الإمام محمد بن سعود عام ١٤٣٢ هـ، فأبناء الشهداء يجب أن يحتويهم المجتمع بأسره فآباؤهم من ضحى بالنفس ليحيا الوطن ويستمر الأمن مخيما على ربوعه ولهم الحق في أن يرد لهم المجتمع جميلهم وتضحيتهم وأن تتاح لأبنائهم الفرصة في استكمال تعليمهم الجامعي الذي كانوا يتمنونه لهم وهم على قيد الحياة ..
ختاماً : نشكر جامعة الباحة ومسؤوليها على بادرتهم الطيبة ونتمنى منهم إعادة النظر في قبول أبناء الشهداء انتظاماً لا انتساباً فهذا جزء من رد جميل الوطن الذي ضحوا بأرواحهم من اجله.
فاصل أخيرة:
وللأوطان في دم كل حر ….. يد سلفت ودين مستحق
علي بن ضيف الله الزهراني