المحليةعبدالله منور الجميلي

حياة ومَـوت المواطِـن بالأمْـر!

مَـات مَـرِيض السِّـمْـنَة (ماجد الدوسري رحمه الله)، وهو ينتظر تنفيذ (أمر الـسّـفَـر والعلاج)، نعَـاه وكتب عنه كثيرون؛ لكن لفَـت نظري تعليق لـ (الممثل فايز المالكي)، أكّـد فيه على أهمية أن يكون هناك (وِزَارَة) تُتَابع تنفيذ الأوامر التي تَـصْـدر!!

وهو مقترح رائع أَجِـدُه جديراً بالتنفيذ؛ فكم من الأوامر والأنظمة التي تحمل صالح الوطن والمواطن، ولكنها تغيب وتذوب داخِـل أسوار المؤسسات الخَـدَمِـيّـة المعنية!
فتلك (الأوامر) إمّـا أن تختفي خلف رِدَاء التأجيل والـتّـسويف، ولعل أقرب صورة لذلك الأمر ببناء (500 ألف وحدة سكنية) وتوزيعها على المواطنين، فسنوات مضت لا خبر، ولا أثر، ثم تَـحَـوّلَ الموضوع إلى (أَرْض وقَـرْض)، وتواصل النسيان، وربما السّـبب نقاشات وزارة الإسكان أيهما الأسبق والأصل القَـرْض أم الأرَض، البيضة أم الدجَـاجة، أما لمواطِـن الغَـلْـبان فما زال الإيجار يخنقه، وهو يُـرَدّد: ( يا لَـيْـل ما أطولك)!

وهناك (أوامر) تُـفَـرّغُـها من مضمونها الشروطُ والتعقيداتُ، فالأمر يَـصْـدرُ صريحاً فصيحاً مطلقَـاً، ولكن المؤسسة المعنية ولجانها تُـكَـبّـله بالكثير من الاشتراطات حتى يصبح عاجزاً عن الوقوف ومواصلة الـسّـير في خدمة المواطِـن، ومن الأمثلة هنا (حَـافِـز)، وقيوده التي طَـردت الكثير من المستحقين المساكين!
ومِـثَـال قريب تعيين خريجي الدبلومات الصحية الذي تحوّل بمزاج مسئول وبـجَـرّة قَـلَـم إلى دراسة يعقبها تدريب، وكأنّ أعمار أولئك الغَـلابَــى لُـعْـبَـة تضيع هَـدراً بين البطالة ثم التدريبات؛ مع أنهم يحملون كُـلّ الشهادات والمؤهلات!

الشواهِـد والأمثلة كثيرة فنحن لا تنقصنا القرارات والأنظمة ولكننا نفْـتَـقِـد للـتّـفْـعِـيل والتطبيق؛ فقد صدقت يا (فَـايز المالكي) فإنشاء وزارة أو مؤسسة حكومية للمُـتابعة كَـفِـيْـل بسرعة الـتّـنْـفِــيـذ؛ ولكن ما أخشاه أن تكون وزارة المتابعة بحَـاجَـة للـمـتَـابَـعَـة!

وعودة على موضوع (ماجد الدوسري رحمه الله) الذي رَفَـعَ أهله قضيةً على وزارة الّـصّـحة لإهمالها وتأخيرها في علاجه، وهذا برأيهم سَـبَـب وفاته ابنهم غفر الله لنا وله.
ويبقى هناك سؤال يحيرني : لماذا ترتبط حياة مريض أو إنسان بـ ( أَمْـر) أليس الدواء حق مشروع لكل مواطِـن؟! مَـن ترونه يملكُ الإجابة؟!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى