حوارات خاصة

المسنون في فلسطين يشكلون نسبة4% من المجتمع الفلسطيني

[ALIGN=CENTER][COLOR=crimson]ضاقت بهم بيوتا رحبة وصاروا نسيًا منسيًا[/COLOR][/ALIGN]

سما حسن/فلسطين

بتراويد وأغاني شعبية، تستقبلك المُسنّة فهيمة ، 80 عاماً، إحدى نزيلات بيت النقاهة للمسنات في مدينة البيرة قضاء رام الله في الضفة الغربية المحتلة، بدت ضاحكة السن، بشوشة وخفيفة ظل، تحدثك عن صباها وعملها في المستشفى الفرنساوي بالقدس كمسؤولة ممرضات، ثم أخذت تتحدث باللغة الإنجليزية لتقنعك أنها مثقفة ومتعلمة. فهيمة وزميلاتها النزيلات، لا يكترثن بمرور الأيام فكلها متشابهة في نظرهن، فبعضهن بات "مقطوعًا من شجرة" والبعض الآخر بات نسيًا منسيًا، فيما قلّة منهنّ من تجد أحدًا يسأل أو يزور!.
تتقطع نياط القلب حين تسمع من إحداهن أن لا أحد يزورها مطلقاً، وقد تمر الأعوام والأعياد دون أن تلحظ قريباً أو حبيباً، وقد تسمع من أخرى عكس ذلك بأن أبناءها يزورونها باستمرار ولا يقطعون وصالها مطلقاً، ويحضرون كل فترة لأخذها لقضاء العطل والأعياد والمناسبات بين أفراد عائلتها.
قرب ثلاث فضائيات
البيت يقع على بعد نحو ثلاثين متراً من مقر ثلاث فضائيات عربية، وقبالته مباشرة، فيما لم تصل أيّ من هذه الفضائيات إليه رغم أن إدارة البيت ترحب بدخول مختلف وسائل الإعلام حتى دون تحديد موعد مسبق، مما يجعل المرء ينظر بمزيد من الاحترام والتقدير للدور الإنساني الذي تبذله هذه الإدارة في سبيل رعاية أمهات لنا ضاقت بهن بيوت رحبة وقصور فارهة، لأسباب متعددة، فوجدن في هذا البيت ملاذًا وسكنًا ودار مقام، إلى أن يأخذ الباري أمانته.
دار المسنات، أصبحت صرحًا من صروح العطاء وعنوانًا مُشعًّا للأمل والحنان، والأمن والأمان، لفئة من الأمهات والأخوات، ممّن جارت عليهنّ الظروف الاجتماعية، أو بلغن من الكبر ما لا يستطعن به القيام بأعبائهن بأنفسهن، أو أُصبن بأمراض كالزهايمر "فقد الذاكرة"، أو غير ذلك ممن فقدن المأوى والمعيل.

"الله ايوفقهم ويرضى عليهم" رغم كل شيء

وبدت الجمعية في أفضل صورة من الترتيب والنظافة، حين تدلف لغرفها ومرافقها، فتشعر كأنك في فندقٍ أو نُزلٍ تلمس فيه الراحة والدفء والحنان، الأمر الذي تلمسه على وجوه النزيلات اللاتي يستقبلن الزائرين بحفاوة وبساطة وترحيب، ولم يمانعن في الحديث ، أو البوح بمشاعرهن، أو التقاط الصور لهنّ.
في صالة الاستراحة تأخذ المسنات بسرد حكاياتهن الممزوجة بالفرح والحزن، والمطرّزة بالحُرقة والآهات والدموع، فيما تظل ألسنتهنّ تلهج رغم كل شيء بعبارات: (الله ايوفقهم، الله يرضى عليهم، الله يبعد عنهم شرّ الشرار، والله انه حنون وطيّب ومليح وفقير، لولا مرته الله ايجازيها) والمقصود في كلّ الحالات إما ابن أو أخ، ممن لم يعد بمقدوره أن يقوم على رعاية أُمّه أو أخته، لأسباب كثيرة ومتعددة، بعضها مقنع ومُبرّر، والبعض الآخر ليس بإمكانك تصديقه.
إحصاءات
هذا وقد أكد الإحصاء الفلسطيني، أن 4.4% من سكان الأراضي الفلسطينية من المسنين، وان نصفهم يعيشون تحت خط الفقر، و13.7% من المسنين يشاركون في القوى العاملة، وأكثر من نصف العاملين منهم يعملون لحسابهم الخاص،وأكد الإحصاء الفلسطيني توقع ثبات نسبة كبار السن في فلسطين خلال السنوات القادمة، إذ يمتاز المجتمع الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية بأنه مجتمع فتي وشاب ، حيث تشكل فئة صغار السن حوالي نصف المجتمع في حين لا تشكل فئة كبار السن أو المسنين سوى نسبة ضئيلة من حجم السكان.
ففي منتصف العام 2009 حسب الإحصاء الفلسطيني، بلغت نسبة كبار السن مما يزيد سنهم عن 60 سنة 4.4% من مجمل السكان في الأراضي الفلسطينية (بنسبة 4.9% في الضفة الغربية و3.7% في قطاع غزة)، مع ملاحظة أن نسبة كبار السن في الدول المتقدمة مجتمعة قد بلغت حوالي 16.0% من إجمالي سكان تلك الدول، في حين تبلغ نسبة كبار السن في الدول النامية مجتمعة حوالي 6.0% فقط من إجمالي سكان تلك الدول.
ورغم الزيادة المطلقة والمتوقعة لأعداد كبار السن في الأراضي الفلسطينية خلال السنوات القادمة، إلا انه يتوقع أن تبقى نسبتهم من إجمالي السكان منخفضة وفي ثبات أي لن تتجاوز 4.4% خلال السنوات العشر القادمة، في حين من الممكن أن تبدأ هذه النسبة في الارتفاع بعد عام 2020، ويعزى ثبات نسبة المسنين من إجمالي السكان خلال السنوات القادمة إلى استمرار تأثير معدلات الخصوبة المرتفعة على التركيب العمري للسكان في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، حيث تعتبر نسبة الخصوبة في فلسطين من أعلى نسب الخصوبة في العالم.
وقد أجرى الإحصاء الفلسطيني دراساته على طرق شغل وقت فراغ المسن وأشارت الإحصاءات إلى أن نسبة كبار السن الذين يقرؤون الصحف نحو 19.0% وذلك من مجمل المسنين الذين يستطيعون القراءة والكتابة، مع ملاحظة وجود فروق حول قراءة الصحف ما بين كبار السن المقيمين في الضفة الغربية (24.2%) مقابل (7.6%) في قطاع غزة، وللمسنين الذكور (31.8 %) وللمسنات (9.0%).
أما بخصوص قراءة الكتب، فقد بلغت نسبة كبار السن في العام 2009 الذين يقرؤون الكتب 37.2% (بنسبة 41.1% في الضفة الغربية و26.3% في قطاع غزة)، وبنسبة 40.1% للذكور، و31.7% للإناث .
ويبقى حال كبار السن في فلسطين مرتبطا بالأوضاع الاقتصادية في فلسطين والتي بلغت أعلى معدلاتها في السنوات الأخيرة، فلا عجب أن يعزو معظم المسنين إهمال ذويهم لهم إلى انشغالهم بتوفير لقمة العيش لعوائلهم، ولكن الأمر لا يبرر عدم اهتمام وزارة أو حكومة بهم، وهذا يرجع في المقام الأول إلى اعتماد السلطة الوطنية الفلسطينية على المعونات من العالم ومواجهتها المستمرة لعجز في ميزانيتها، ومنع اسرائيل وصول تحويلات الأموال للسلطة أيضا.

[IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/4aef5210bcb5f.jpg[/IMG]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى