المحليةالمقالات

مصر بين التمرد والأخوان

أطاحت الثورة المصرية بنظام مبارك الذي حكم مصر لأكثر من ثلاثة عقود وقد دفع الشعب الدماء والأموال من أجل الإطاحة بنظام تسلط عليه وأفقره وجعله تبعا للغرب وتحت الولاية الأمريكية ففرح الشعب برحيل مبارك ونظامه وأجرى انتخابات حرة ديمقراطية فاز فيها الإخوان المسلمون وقالوا أنها جرت بكل شفافية ونزاهة ولا أدري من أين تأتي الشفافية والنزاهة لقوم يعتقدون ويعملون بالقاعدة اليهودية الماسونية (الغاية تبرر الوسيلة ) فهذه القاعدة محرمة شرعا وعقلا وعرفا فكيف يجوز لأحد أن يعمل الحرام كي يصل إلى غايته وإن كانت الغاية شرعية فارتكاب المحرم حرام عندنا وقاعدتنا الشرعية الإسلامية تقول ( الوسائل لها أحكام المقاصد ) أي إذا كانت الغاية حلال فيجب أن تكون الوسائل الموصلة إليها حلال وإذا كانت الغاية حرام فجميع الوسائل الموصلة للحرام حرام , ولكن هؤلاء القوم ترى منهم العجب العجاب فهم يتقلبون تقلب الحدباء حسب مصالحهم وكثيرا ما يخالفون عقائدهم ويفعلون خلاف أقوالهم ومن أدل الأمثلة على ذلك شعارهم الذي صدعوا رؤوسنا به ليلا نهارا سرا جهارا وهو نعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه فهم قبل أن يتسلموا الحكم كانوا يطالبون الناس بترك الخلاف وعدم التركيز عليه وليعملوا معهم فيما اتفقوا عليه وبعد أن تسلموا الحكم انفردوا بالقرار وقالوا هذه هي الديمقراطية ونحن أهل الشرعية ومن خالفنا فهو خارج عن الشرعية ويريد ببلدنا الخراب والدمار وإذ قال لهم المخالف اجلوا ما اختلفنا عليه وتعالوا إلى ما اتفقنا عليه قالوا نحن الأكثرية ولنا القرار بالأغلبية وإذا حاججهم المخالف بقاعدتهم السابقة قالوا قد تغير الحال والدعوة مرت بمراحل سرية وعلانية , مكية ومدينة ولابد من تطبيق القانون والشرعية وبسبب أسلوبهم الاستبدادي الفاشل تذمر منهم المصريون كثيرا وأطلقوا حركة التمرد لجمع ثلاثة عشر مليون توقيع لينهوا حكم الأخوان ودعوا إلى مظاهرات حاشدة ليؤكدوا أن الشعب المصري لا يريد حكم الأخوان وأن مرسي قد فقد الشرعية بهذه الملايين الحاشدة ويبدوا أن الأخوان ومرسي لم يستوعبوا الدرس فاخرجوا مظاهرات مضادة لمواجهة تلك المظاهرات المتوعدة ولكنهم غفلوا أو تغافلوا أن هذا الأسلوب لم ينفع ألقذافي ومبارك وصالح وآخرهم الأسد فهل سيطيح التمرد بالإخوان ومرشدهم أم أن للإخوان ومرشدهم تصرف آخر؟ وكيف سيتعامل الإخوان في ظل ديمقراطيتهم الغربية .
عقيل حامد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى