مودة الفؤاد
[COLOR=#FF0000]المُؤْتَمَرْ السَنَوِي العَالَمِي[/COLOR]
نبيه بن مراد العطرجي
[JUSTIFY]سُبحان القَائل فِي كِتابه الكَريم { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ العَتِيقِ} فِي مُجمل هَذا القَول المبَارك الكرِيم نستَنتج الكَثير مِن الحِكم والموَاعظ والدرُوس والعِبر التِي تَحتاج إلَى مُجلدات لتخَط فِيها مُفردات معَانيها ، فَهذا الموسِم الأخِير مِن مَواسم الخَيرات الموزَعة عَلى مَدار العَام ، والرُكن الخَامس مِن أركَان الإسْلام يَجب أنْ لَا يَرحل ويَرخي سِتارة عَنا إِلا وقَد جَنينا مِنه الوفِير مِن ثِمار الحسَنات ، فَالحج مُوسم عِبادة لمن كُتب لَه بِإقامة شَعيرة الحَج ، ولِمن لمْ يُكتب لَه بالحِرص عَلى الإكثْار مِن الطَاعات والنَوافل ، ففِيه تصْفو الأروَاح , وَهي تستَشعر قُربها مِن الله فِي بيتِه الحَرام ، وَعندَما تَرف حَول البَيت العتِيق ، وتسْتروح الذِكريات التِي تَحوم عَليه ، وَترف كالأطيَاف مِن قَريب وبَعيد ، ومِنه نَستمد زَاد يُطهر قُلوبنا ، ويُغير نفُوسنا ويُربيها ، ويقَوي عَزائمنَا ، ويوَحد صفُوفنا ، فَالحج مُؤتمر عَالمي فَريد مِن نَوعه لِيس لَه مَثيل ، وفَريد فِي دَلالته وأهْدافه وجَدول أعمَاله ومنهَجه وآدائِة ، يَجتمع فِيه المسلمِين لمدَة معَينة خِلال وَقت مَحدود فِي صَعيد واحِد مِن كُل طَبقات أقطَار العَالم أجْمع فِي كُل سَنة لذكْر الله وتَعظيمة وتَوحيده وتنزِيهه فِي جَو مِن الرِقة واللِين والإنْكسار بَين يَدي الله تَعالى ، والإطرَاح ببَابه ليغفِر الذنُوب ، ويصفَح عَن الزلاتْ ، ويحقِق الآمال ، ويُقيل العَثرات ، بأسَاس رَاسخ مِن المسَاواة بَين كُل مَن قَصد بَيت الله الحَرام مُلبياً مُنذ بَدأ الدَعوة إليه مِن قِبل آلاف السِنين ، حَيث يجدُون فِيه أصُولهم العَريقة الضَاربة فِي أعمَاق الزَمن ، ورَايتهم التِي يَفيئون إليهَا فتتوَارى فِي ظلهَا فوَارق الأجْناس والألوَان والأوطَان ، ويَبصرون قوتَهم مِن خِلال رَاية العَقيدة والتَوحيد التِي تَجمعهم تَحت شِعار وَاحد ، فالحَج واجبْ على النَّاس كلهُم مِن دُون تخصِيص إذَا أستجمعَت شُروطه التِي تَتم بِها أركَانه التِي تَمر بِمجموعة مِن الأصُول والقَواعد ، ولِمشقته عَلى النَفس البشَرية قَبل وخِلال وبَعد آدَائه فَقد فَرضه الله تَبارك وتعَالى مَرة فِي العُمر عَلى المسْلم العَاقل البَالغ القَادر .
تَقبل الله مِن الحجِيج حَجهم ، وغفَر ذنْبهم ، وأعَادهم لأوطَانهم سَالمين غَانمين .
هَمْسَه : الحَج ليْس كَلمة ، الحَج سُلوك ومسْئولية وخُلق قَويم .
وَمَنْ أَصْدَقْ مِنْ الله قِيلاً { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً … }
[/JUSTIFY]