تتابعت جولات كبار المسؤولين على جميع المواقف والمرافق التي ستستقبل ضيوف الرحمن من يوم بعد غدٍ بعدما هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله جميع الاستعدادات لتسهيل مسيرة الحجاج لأداء نسك الحج في راحة واطمئنان توفر لهم التفرغ للعبادة التي أمر الله بها، أو سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه فيما رواه الامام البخاري في صحيحه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أيها الناس إن الله كتب – أي فرض – عليكم الحج فحجوا. فقال رجل : أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها الرجل ثلاثاً. فقال صلى الله عليه وسلم : لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. ثم قال : ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه )).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كلمات أسأل عنهن؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن شئت أخبرتك عما جئت تسألني وإن شئت تسألني وأخبرك. فقال : لا يا نبي الله أخبرني عما جئت أسألك؟ فقال : جئت تسألني عن الحاج ما له حين يخرج من بيته وما له حين يقوم بعرفات ؟ وما له حين يرمي الجمار؟ وما له حين يحلق رأسه؟ وما له حين يقضي آخر طواف بالبيت؟ فقال : يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئاً. قال : فإن له حين يخرج من بيته أن راحلته لا تخطو خطوة إلا كُتب له بها حسنة أو حط عنه بها خطيئة، فإذا وقف بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا فيقول : أنظروا إلى عبادي شعثاً غبراً اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج، وإذا رمى الجمار لا يدري أحد ما له حتى يتوفاه الله يوم القيامة فإذا قضى آخر طواف بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه )).
واليوم وقد يسرت حكومة خادم الحرمين الشريفين السبيل لأداء مناسك الحج وأصبح أداء الفريضة ميسوراً وفي ساعات معدودة يصل الحاج من بلاده، ارتفع عدد الحجاج إلى الملايين مما يقتضي على كل مسلم من المواطنين أو المقيمين أو حتى من المسلمين عامة الاكتفاء بأداء الفريضة حيناً بعد حين ليفسحوا المجال للغير من القادمين من أقاصي الدنيا خاصة وأنه وكما يقول الشيخ سيد سابق رحمه الله في كتابه (فقه السنة) : أجمع العلماء على أن الحج لا يتكرر وأنه لا يجب في العمر إلا مرة واحدة )).
السطر الأخير :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج )).