مودة الفؤاد
[COLOR=#FF0000]الإِسْتِقْرَارْ فِي حَيَاتِنَا[/COLOR]
نبيه بن مراد العـطرجي
[JUSTIFY]
الإسْتقرار كَلمة بَسيطة ، ولكِن مَعانيها كبِيرة وعَميقة ، وهَي نِعمة عُظمى مِن نِعم الله وآلائِه عَلى عِباده ، ولَا يعْرف قِيمة الإسْتقرار إلَّا مَن أفتَقده ، وَهو الركنْ الأعظمْ الذِي مَنحه الله للبَشر ليَصح عَيشهم فِي الأرضْ ، ومِن أهَم مقومَات الحيَاة ، وضَرورة مِن ضَرورات العَيش الكريمْ ، وأحَد أسبَاب القُوة والتمْكين ، والرُقي والتعمِير ، وذُو أهمِية بَالغة فِي صَلاح أحْوال النَاس ، وإستِقامة دِينهم ودُنياهم ، وقَد جَاءت الشَريعة الإسْلامية تَدعو إلَى كُل مَا يُؤدي إلَى الإسْتقرار ، وترغِب فِيه ، وتقْطع كُل سَبيل يُؤدي إلَى الفَوضى والإضْطراب {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ …} ورُوي عَن المصْطفى صَلى الله عَليه وسَلم أنَه قَال : ( يَد الله مَع الجمَاعة ) وفِي هَذا دَليل عَلى أنَّ الرسَالة المحَمدية الخَاتمة تَدعو إلَى إجتمَاع الكلِمة ، وتَوحيد الصَّف ، والنَهي عَن الإختِلاف والفُرقة والتَشتت ، وإسْتقرار الحيَاة قائِم عَلى حِفظ الضرُورات الخَمس ( الدِين والنَفس والعَقل والعِرض والمالْ ) فَإذا فُقدت أوْ أختَلت أختَل الأمْن وأختَل كُل شِيء بَين النَاس ، فالإسْتقرار بجمِيع صِفاته ( دِيني – سِياسي – أمْني – إقتصَادي – أسرِي – وظِيفي – نفسِي … ) يُعتبر دَافع قوِي لِكي نَرتقي بمجتمَعنا ، فنمُو الإسْتقرار فِي المجتَمع ينتِج عَنه الأمْن والأمَان ، والتَوازن بَين أفْراده ، فإذَا حَس المرءْ بِه وتَنعم بمَا يَعنيه كَانت الأسْرة تَنعم بِكامل الإسْتقرار ، وتَقدم المجْتمع بخُطى ثابتَة ، وأهْداف ناجِحة ، وَظواهر إجْتماعية متَرابطة ، فإسْتقرار الوِحدة الإجتِماعية التِي هِي فِي الأصِل سُنه كَونية ، وإيجَاد تَفاهم بَين الفَرد والمجتَمع تَجعل الحُب والإحتِرام المتبَادل فيمَا بَين أفْراده يُولد فِيما بَينهم نَوع مِن التَفاهم الإيجَابي ، فالإسْتقرار يُعتبر الأسَاس الذِي يَقوم عَليه المجْتمع الإنْساني ، وبوجُوده تَستمر الحيَاة دُون تَعرضها لتَغير فُجائي يُكدر العَيش فِيها ، فمِن أجِل هَذه الدَولة المعْطاء ، والأسْرة الحَاكمة الكَريمة ، ومَصلحة الشَعب أجْمع يَجب عَلى كُل مُواطن مَهما كَان وضْعه الإجتِماعي أنْ يَحرص كُل الحِرص عَلى نُمو الإسْتقرار فِي ربُوع بلادِنا التِي تَهواها الأفْئدة ، والحِفاظ عَليه لأجِل مُستقبل أفْضل تَنعم فِيه أجْيالنا القَادمة بِطيب الحيَاة ورغدهَا مُقتدياً فِي ذلِك بمؤسِس البِلاد – تَغمده الله بِواسع رَحمته – مِن خِلال دِراسة سِيرته النَيرة التِي تُوضح لنَا كَيف جَعل الإسْتقرار يَعم أرْجاء المملَكة .
هَمْسَه : أنَا لهَا ، ولِكل عَظيمة .
وَمَنْ أَصْدَقْ مِنْ الله قِيلَاً {… وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ }.[/JUSTIFY]