المحليةالمقالات

تعصب وإحتقان بين قطبي جدة

[COLOR=#FF0000]تعصب وإحتقان بين قطبي جدة[/COLOR] سلطان الزايدي
[JUSTIFY] لا أحد ينكر مدى قوة التنافس بين قطبي جدة الأهلي والاتحاد في كل شيء وعلى كافة المستويات الرياضية منها والإعلامية حتى على مستوى الإدارات الحالية والسابقة، وبين هذين الناديين إن صح التعبير (داحس والغبراء)، لا نكاد نخرج من قضية بينهما حتى تحضر الأخرى، وهو أمر مستغرب جداً..! قد نقبل التنافس الرياضي داخل ميادين الرياضة بين الطرفين بكل أشكاله ، لكن أن ينتقل هذا التنافس لمستويات مختلفة وأكثر خطورة ، فهذا الأمر يعتبر نذير شؤم قد يقودنا في يوم من الأيام إلى كوارث إنسانية يصعب حينها تبريرها أو السماح باستمرار الوضع، وبما أن المؤشرات تنبئ بهذا الشيء فمن الطبيعي أن يتم تلافي هذه الكارثة قبل وقوعها.

الأهلي هذا النادي الملكي الراقي يحتفظ بكل أسمائه الجميلة مع كل الأندية إلا الاتحاد، فهو يتخلى عن كل مبادئه ظناً منه أنه إذا فعل ذلك سيجد من يصفه بأبشع الأوصاف، وقد يفقد مناصروه الثقة في كل من يعني لهم الأهلي شيئاً، مما يقفون على سدة الرئاسة سوى رئيس النادي أو أعضاء شرفه بقيادة رئيس الشرفيين، وهنا تكون الصورة بمجملها قد تحولت من منافسة رياضية إلى صورة بغيضة من صور العداوة التي يرفضها المجتمع وترفضها الرياضة ولا تقبل أن تقف خلفها مهما بلغت درجة التنافس بين الناديين، لا يمكن لي أن أُفرغ الأهلي من رجاله العقلاء الذين يستطيعون أن يضبطوا النفس ويعيدوا روح المنافسة الشريفة إلى وضعها الطبيعي، وعلى رأسهم رئيس أعضاء شرف الأهلي الأمير الخبير خالد بن عبدالله؛ هذا الرجل بكل ما يملكه من هدوء ورزانة عقل يستطيع أن يُقدم الحلول المناسبة ويفرض بفكره وشخصيته المحبوبة لدى الجانبين ما يجعل التهدئة هي الخيار الأنسب بين الطرفين وعدم أخذ التنافس إلى اتجاه آخر، لأنه يملك كل المعطيات والصفات التي تجعله يستطيع أن يغلق أي ملفات خارجة عن إطار المنافسة الرياضية الشريفة.

أما ما يخص العميد الاتحاد النادي الكبير بتاريخه وإنجازاته فهو لا يقل شأناً عن الأهلي، ومهما بلغت درجة الاحتقان فهم يظهرون دائماً بروح المبادرة والهدوء متى ما وجدوا من يبادلهم الشعور ذاته، وقد يكون الوضع النفسي أحياناً له دوره في بعض التجاوزات التي تحدث من فترة لأخرى ولا يمكنهم أن يسيطروا على أنفسهم لكنهم يملكون قوة خارج ميادين المنافسة الرياضية تستطيع أن تعيد لهم ضبط النفس وهم يستجيبون كمدرج لهم ويثقون في كل ما يقولونه، وهم إعلامهم الذي يرتبط بهم بشكل كبير ويملك العصا السحرية في تسخير مشاعر أنصاره نحو العمل الإيجابي وعدم الانسياق خلف كل ما يدفعهم للخروج عن الروح الرياضية بدليل أنهم كل ما شعروا بالظلم أو حدث ما يجبرهم على الخروج عن النص لجؤوا بعد الله لهم حتى يتحدثوا باسمهم، بينما في الأندية الأخرى رئيس النادي هو الملجأ الحقيقي لجماهير النادي بعد الله، لهذا فإن إعلام الاتحاد يقع على عاتقه ما يقع على عاتق رئيس أعضاء شرف الأهلي الأمير خالد بن عبدالله.

المرحلة القادمة من المنافسة بين الطرفين لا تحتمل أي تجاوز، وقد يحدث ما لا يحمد عقباه، ومن الضروري جداً أن يتحرك كلا الطرفين بكل معطيات الثقة التي يملكانها نحو تهدئة الأوضاع، والعمل جاهدين على ترسيخ مفهوم المنافسة الشريفة بكل جوانبها، لهم الحق في أن يفخروا بما يقدمانه لكن دون أن يكون له أثر سلبي وضغينة وتناحر، فجميعهم أبناء وطن واحد، وليست المنافسة الرياضية من تفقدهم هذا الشعور.

جدة مدينة سياحية جميلة في كل شيء ومجتمعها يتميز أهله بالطيبة والتواصل وقوة الترابط، وهذا ما عرف عنهم منذ سنوات طويلة، وإشعال فتيل المنافسة بينهم بهذه الصورة البشعة سيترك أثراً سلبياً في النفس، وقد يجرد هذا المجتمع من عواطفه وتفقد الرياضة -بسبب هذا التنافس- أهم خصائصها وأهدافها التي تتمثل في الوحدة ودعم اللحمة الوطنية؛ لهذا فإن البحث عن مسببات زيادة هذا الاحتقان بين الناديين أصبح مطلباً ملحاً، ومن الضروري دراسة الوضع بكل جوانبه، مع الأخذ بالحسبان كل العوامل التي تدعم زيادة الاضطراب بين الجانبين وفرض كل السبل القانونية والتنظيمية ضد الطرفين مهما كان حجم الخطأ أو التجاوز؛ حتى يعي الجميع أن هناك محاسبة وقانوناً سيفرض العقوبة على من يخالف اللوائح والأنظمة المنصوص عليها في قوانين المنافسات الرياضية، وهذا بالطبع سيكون ضد مصلحة أحد الناديين أو ضد مصلحتهما مجتمعين، ولا أظن المشجع العاشق لفريقه ويسعى خلفه في كل مكان يرضى أن يمس ناديه أي عقوبة تكون سبباً مباشراً في الإضرار بوضعه التنافسي بين بقية الأندية.

على رجال الأهلي والاتحاد وكل منتمٍ لهذين الناديين نسيان الماضي بكل تجاوزاته اللفظية وتلك الأفعال وفتح صفحة جديدة يحكمها التنافس الشريف دون الإضرار بالطرف الآخر.
ودمتم بخير،،
[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى