المحليةنبيه العطرجي

للسعوديين فقط

[JUSTIFY][COLOR=#FF0000]للسعوديين فقط[/COLOR] عبدالله سعيد الحسني الزهراني
باحث في تاريخ وآداب الحرم.. مكة

خلال العقود الثلاثة الماضية تعرضت المملكة لعدد من ( اختبارات القياس) إن صحت التسمية، لعل من أشهرها فتنة (جهيمان) قبل نحو ثلاثون عام حيث قام عدد من أصحاب الفكر الضال بمحاولة اعلان أحد الأشخاص على انه المهدي المنتظر تحت تهديد السلاح ،وروعوا المسلمين في المسجد الحرام ، وفي شهر الله المحرم مكفرين كل من يخالفهم، ولم تكن أفكارهم بعيدة عن الخوارج الذين خرجوا على عثمان، وعلي رضي الله عنهما، لذلك فهم إمتداد للحرورية الخوارج ،ولو كانوا فهموا الأحاديث والنصوص على فهم الصحابة رضوان الله عليهم وسلف الأمة لما انتهكوا حرمة بيت الله العتيق وشهر الله المحرم ،ولكنه الجهل وتتبع خطوات الشيطان،

بعد هذه الفتنة بنحو عشر سنوات تعرضت المملكة لاختبار قياس ولكن من نوع دولي صنفه بعض المحللين العسكريين بانه حرب عالمية ثالثة لضخامة العتاد الحربي المستخدم والأعداد الكبيرة من الدول التي شاركت فيها وهي حرب الخليج عام ١٩٩٠ للميلاد ،والغريب انها كانت أيضاً في شهر محرم ١٤١١ للهجرة، حيث استقبلت القواعد العسكرية بمختلف مناطق المملكة عشرات الآلاف من الجنود المشاركين من الخارج ومئات الطائرات، وقد حققت المملكة نجاحا أبهر العالم بأسره ،لتلك الإمكانيات الضخمة والتنظيم والقيادة والتموين الذي قدمته أفرع قواتنا المسلحة لتلك القوات الحاشدة التي لم يجتمع مثلها منذ الحرب العالمية الثانية قبل أكثر من نصف قرن، وقد أثبت البطل الأمير القائد خالد بن سلطان قائد قوات عاصفة الصحراء وزملاءه حنكة وقوة وبعد نظر القائد والجندي السعودي مدعوماً بالقيادة الحكيمة، بل لقد حقق القطاع الخاص نجاحاً في هذا الاختبار بتوفيره المواد التموينية اللازمة لتلك الحشود الكبيرة.

وقبل نحو ثلاثة أعوام خضعت المملكة لإختبار مالي اقتصادي عالمي دقيق وكبير، بعد أزمة الرهن العقاري الامريكية التي هزت الاقتصاد العالمي، وظهور الأوجه الأسود للرأس مالية التي تعتمد على الربا في الولايات المتحدة وبعض دول أوربا الغربية سقط على اثرها عدد من البنوك العالمية والشركات الكبيرة التي أعلنت إفلاسها، ورغم علاقة الاقتصاد والريال السعودي بالدولار الامريكي، إلا ان الإقتصاد الإسلامي الحر الذي تسير عليه المملكة مكنها من الخروج بسلام من هذه الأزمة التي عصفت بالعالم،حتى ان المواطن السعودي العادي لم يشعر بأي هزة كما شعر بها المواطن الامريكي والاوربي.

ومع ظهور ما يسمى بالربيع العربي، تعرضت المملكة لعدد من اختبارات القياس لعل من أشهرها الدعوة لمظاهرة (حنين) والتي أتضح فيها عمالة السفيه المدعو (سعد الفقيه) مع أعداء الدين والوطن من الروافض ،حيث سخروا كل قذاراتهم للوصول لجميع شرائح الشعب السعودي
وأتضح وقوف عدد من الروافض من الداخل والخارج ورائها، والنتيجة كانت قاصمة لهم، فلم ينجرف لدعوتهم أي مواطن سعودي، وهل من العقل أن تستمع لنصائح أعدائك، وكانت النتيجة بمثابة تجديد للبيعة علنية صريحة مدوية بأن هذا الشعب وقادته وعلمائه على منهج واحد.

لم تتوقف اختبارات القياس لهذا الوطن الكبير ،بل خضع لإختبارات اجتماعية ،اقتصادية كتلك المسماة (حملة الراتب لايكفي) وأخيرا (حملة قيادة المرأة للسيارة) والتي دعمها صهاينة مثل( ديفيد كنز) وروافض مثل (وجيهة الحويدري ومنال الشريف) وبعض أذناب العلمانية والليبرالية، والنتيجة كسابقاتها ،مزيد من اللحمة والوحدة بين أفراد الشعب، واكتشاف وافتضاح للمنافقين ، فالمولى عز وجل يأبى الا أن يفضح المنافقين وأذنابهم من لحن القول ،ولون التغريدات، وهناك اختبارات صغيرة ومتوسطة كالهجوم الغير مبرر على أعضاء ومنسوبي هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكالحملة الظالمة ضد النظام العمالي في المملكة،وقرارات وزارة العمل ، وتصوير المملكة انها تضطهد العمالة الأجنبية لمجرد انها تطالبهم بالتقيد بالنظام، وغيرها مثل المطالبة بمظاهرات واعتصامات لأمور داخلية او لدعم أقليات إسلامية او مظلومة، وكلها تلد ميتة، وذلك لكون فلسفة التظاهر على الطريقة السعودية يتقدمها قائد الدولة وأبناء العائلة الحاكمة وتسري شرارتها إلى شعب يمد يديه في جيوبه ويتقاسم ما فيها مع إخوانه في أوقات الرخاء والشدة، فالآباء السعوديون يعلمون جيداً أن دواء يقدم لإبنهم الجريح الفلسطيني أفضل من مئة مظاهرة حاشدة.. والأمهات السعوديات يعلمن أن البطانية التي تقي صغارهن في غزة ومخيم الزعتري برد الشتاء القارس أفضل من الصراخ في مسيرة لا تسمن ولا تغني من جوع.. والفتيات السعوديات اللاتي تبرع بعضهن بمخصصات حفلة عرسها وقررت أن تبدأ حياتها الجديدة بالتضامن مع أخواتها في سوريا وبورما يفضلن هذه الطريقة عن خطبة رنانة تسمعها الجموع ثم تعود إلى بيتها بـ ”سعي مشكور”.

الطريقة السعودية في التظاهر تعني أن يتطوع موظفو وزارة الإعلام والبنوك والمؤسسات الخيرية ووجهاء المجتمع ومحافظو المناطق وجيش من طلاب المدارس والجامعات ورجال الأمن في الأستاد الرياضي وأمام المساجد أياماً في طقس صحراوي لتلقي تبرعات المواطنين والمقيمين.

التظاهرة السعودية أيها المرجفون من تحت أقبيتكم وسراديبكم؛ تعني أن شعباً يتسابق زرافات ووحداناً إلى بيوت الله ”للقنوت” فتختلط عبراتهم بابتهالاتهم أن يكشف الله الضرُ عن إخوانهم في فلسطين وسوريا وبورما ودماج وكل مكان بعيداً عن الكاميرات والإستعراضات.. فأي تظاهرة خير من تلك؟

فضلا عن أن المظاهرات بالطريقة الموجودة هذه الأيام في بعض الدول لم ترد في الشرع الحكيم لما يترتب عليها من مفاسد وظلم للعامة
وبعد…. ماهي النتيجة النهائية لكل تلك الإختبارات؟

انها بفضل الله مزيد من القوة لهذا الوطن،مزيد من الوحدة والًُلحمة بين قادة الوطن والمواطنين.
بل ان هذه الاختبارات التي لم تتوقف على مدى اكثر من ربع قرن صهرت المجتمع في بودقة واحدة ،وساهمت في القضاء على عدد كبير من الفيروسات التي تعيش بيننا، وفضحت ميكروبات وفيروسات أخرى كانت تعيش على آمل الاختلاف والشقاق بين أركان هذا الوطن.

وبعد أيها الأعداء ،اعلم ويعلم الجميع أنكم لن تتوقفوا لما تحملونه في قلوبكم من الحقد ، فشنعوا وزيفوا الحقائق كيفما أردتم فما ضر النخلة الباسقة في وسط الصحراء أن رفع الأقزام رؤوسهم باتجاه ثمارها وبصقوا فبصاقهم حتماً سيرتد إلى وجوههم!

وأخيرا مبارك عليك ياوطن العز ، ياوطن التوحيد (المملكة العربية السعودية) النجاح ، وهنيئا لكل مواطن سعودي نجاح وطنه، ويستحق الوطن ،بل قائد الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ،بل كل مواطن سعودي ان يحتفل بهذا النجاح، ولكن بالطريقة السعودية المتميزة ،. وهي مزيد من اليقضة لأعداء الوطن، ومزيد من الحب والعطاء لهذا الكيان.. أحبك يا وطني ً.
[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى