المقالات

تركيـا وأردوغان

كلما زرت تركيا أجد نفسي تائها وسط كم كبير من اللقاءات التي تجمعني بعدد من الاصدقاء سواء كانوا من الاعلاميين أو التجار أو الصناع أو موظفي الدولة فالكل منهم يود أن يتحدث عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حديث العاشق له السعيد بوجوده على قمة رئاسة الوزراء .

والسبب في ذلك كما يقولون أنه شخصية خارقة للعادة استطاع خلال فترة بسيطة من توليه احداث نقلات كبرى للجمهورية التركية فحولها من دولة هامشية الى دولة كبرى ، ومن دولة مقترضة الى دولة دائنة ، ومن مشاريع متعثرة الى مشاريع كبرى .

وفي مجمل القول فانهم يرون أن مصطفى كمال أتاتورك ان كان صانع للجمهورية التركية فان اردوغان صانع للجمهورية الجديدة ، ففي عهده برزت الصناعات الكبرى خاصة في المجالات العسكرية وباتت تركيا تصنع البندقية والصاروخ والدبابة والطائرة بدون طيار ومثل هذه الصناعات يرون أنها ستعزز موقف تركيا ومكانتها في العالم وتجعلها واحدة من أقوى دول العالم .

ويرى معظم الاتراك باختلاف مستوياتهم الاجتماعية ان اردوغان كما اثبت نجاحه خارجيا فقد أثبت نجاحه داخليا اذ عمل منذ توليه رئاسة الحكومة على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي في تركيا وفتح الحدود مع عدة دول عربية ورفع تأشيرة الدخول وفتح أبوابا اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية مع عدة بلدان عالمية وفي عهده أصبحت مدينة إسطنبول العاصمة الثقافية الأوروبية عام 2010 وأعاد لمدن وقرى الأكراد أسماءها الكردية بعدما كان ذلك محظورا ، وسمح رسميا بالخطبة باللغة الكردية .

وقد فاجأ اردوغان تركيا والعالم بمشروعه الذي اعتبره البعض مشروع القرن الجنوني والمتمثل في فتح ممر ومضيق بحري جديد يوازي مضيق البوسفور الحالي بقناة اسماها قناة اسطنبول المعروف بمشروع القرن والتي يبلغ طولها 50 كم تقريباً وعرضها 150م توصل مياه البحر الأسود ببحر مرمره وهناك مدينة جديدة يزيد سكانها عن مليون نسمة وسيؤمن مئات الآلاف من فرص العمل وسيحرك الاقتصاد التركي لعشرات السنين بل ويغير المعالم الجغرافية في اسطنبول الأوربية التي سيحولها إلى جزيرة بحرية وبجانب المشروع مطار جديد ليصبح عدد المطارات في مدينة اسطنبول وحدها ثلاثة مطارات تصنف ضمن اكبر المطارات العالمية.

إن اردوغان كما يقول الكثير من الاتراك انتشل تركيا من ديون ثقيلة وفتح الأبواب للاستثمارات الأجنبية وأحدث حركة اقتصادية وعمرانية وثقافية كبرى .
وان كان اردوغان قد استطاع أن يجعل من تركيا البلد السابع عشر بين الدول الغنية ويسعى حاليا لجعلها في المرتبة العاشرة في عام2023 م فان هذا ما جعل خصومه قبل محبيه يحترمونه.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button