ومعالي الأستاذ صالح تولى مسؤلية قطاع مهم في الدولة وهو قطاع المباحث وواكب فترة مهمة في تاريخ الوطن حيث بداية موجة الأرهاب وطغيان الإسلام السياسي وتحديات كثيرة لكن الرجل بحكمته وحنكته ووطنيته وأخلاصه وتدينه أدار هذه المرحلة بكل أخلاص وتفاني مع تطوير العمل وتغيير الطرق التقليدية في آليات العمل بإعتماده على الأسلوب الإنساني والتعامل الراقي ومدرسة الأخلاق .وليس بغريب عليه ذلك فهو من مدرسة الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وبالتالي فهو يسير بتوجيهاته وأسلوبه في العمل الإداري الأمني .وكان الأستاذ الوالد صالح بسيطا متواضعا مبتسما هاشا باشا لا يلقاك إلا وتجد منه تلك الإنسانية الصادقة والروح الجميله والإستقبال الحسن .
وكان معروفا لدى الجميع تسهل مقابلته رغم حساسية موقعه وفي مسجد الحي تجده حاضرا بين الجيران وبأستطاعتك مقابلته والتحدث إليه وعرض موضوعك إن أردت .وبعد إنتقالي وشرف العمل في وزارة الداخلية كتبت له ولجميع المسؤلين مؤملا بالنصح والمشورة والتوجيه فكان شفاه الله مبادرا نبيلا متواضعا صادقا بالنصح والتوجيه والدعم والمساندة .ولا أتذكر أنني كتبت إليه أو أتصلت به إلا وتجد الإجابة والرد بخطاب أنساني جميل وبعبارة المكرم الأبن سعود .ويعلم الله أنني لم أتعاون مع هذا الجهاز في حياتي مع تشرفي بذلك لو حصل ولكن طريقة معاليه وأسلوبه في التعامل كان مدرسة حقيقية ليس معي ولكن مع كل من تعامل معهم معاليه .ويعرف عنه تلمسه الإيجابية وألتماس العذر عند الخطأ وتخفيف التوترات وتلمس المحاسن والصلح والتوسط في الخير والحكمة والهدوء عند التعامل مع الأزمات والطيبة والنقاء والتسامح وعدم الحقد والإيذاء رغم مقدرته على ذلك من واقع مسؤلياته .وأتذكر موقف له معي رغم عدم معرفتي به عندماكتبت مقالا في زاوية يومية عندما كنت في وزارة التربية أثار غضب أحد المسؤلين لكن حكمته وعدله وإنصافه كان سببا في حل الإشكال وتوضيح الصورة .
وتعاملت مع نائبه الرجل الأنسان الفريق أول محمود بخش خلال ترأسي للجنة المناصحة فكان نعم الرجل ونعم المواصل لمنهج الأستاذ صالح وهو مايسير عليه هذا الجهاز بقياداته الحالية وهو مايسجل نجاحاته الوطنية المشرفة رغم حساسية أعماله .
والحديث يطول عن الإستاذ صالح ولكن المساحة قصيرة وواجب التعريف للشباب والناشئة بأحد قامات الوطن المشرفة والمخلصة شفاه الله وعافاه والذي تولى المسؤلية لمدة سبعة عشر عاما مديرا عاما للمباحث ثم وزيرا ومستشارا بالديون الملكي.وكانت مناسبة تكريم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية للمتقاعدين في وزارة الداخلية التي إقيمت مؤخرا فرصة لتجسيد معنى الوفاء الذي عرف به الأمير محمد حيث أمضى وقتا طويلا يصافح ويلتقط الصور التذكارية مع كل متقاعد والذين قارب عددهم الثلاثمة مسئول كما تناول معهم طعام العشاء وتحدث إليهم وأثنى على جهودهم ومنحهم التقدير الذي يستحقونه وأنهم رجال الوطن وتحت النظر للإستفادة من خدماتهم عند الحاجة وسموه هو الرئيس الفخري للجمعية الوطنية لرعاية المتقاعدين وفيها ألقى معالى الفريق أول محمود بخش كلمة المتقاعدين وكانت مؤثرة تجلى فيها الوطنية والإخلاص وذكر فقيد الوطن والأمن الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله الذي أسهمت بحكم العمل آنذاك على ترتيب الحفل الكبير الخاص الذي أقامه سموه لمعالي الأستاذ صالح الخصيفان تكريما له عقب أنتهاء عمله في المباحث بحضور الأمراء والوزراء وكبار المسؤلين في وزارة الداخلية.[/JUSTIFY]