المحليةالمقالات

القوامة والذوبان الزوجي

[COLOR=#FF0000]القوامة والذوبان الزوجي [/COLOR] رويده صديقي

الطاعة والقوامة..
[JUSTIFY]جعل الله جل وعلا للأسرة رئيساً واحداً وأعطاه القوامة فقال عز وجل “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ” .. ولكن هذه القوامة ليست تسلطاً ولا دكتاتورية ولا تحقير وإنما تهذيب ورعاية.. وهو تكليف وليس تشريف للرجل.. وقد أعجبني توصيف للقوامة كتبته الدكتورة فاطمة نصيف حيث قالت: “والقوامة لا تلغي المساواة، وإنَّما هي مساواة الشقين المتمايزين، لا النّدين المتماثلين، فيكون معناها التكامل لا التنافر” .

يقول سيد قطب رحمه الله تعالى في هذه النقطة “ينبغي أن نقول: إنَّ هذه القوامة ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في البيت ولا في المجتمع الإنساني، ولا إلغاء وضعها المدني. وإنَّما هي وظيفة داخل كيان الأسرة لإدارة هذه المؤسسة الخطيرة، وصيانتها وحمايتها، ووجود القَيِّم في مؤسسة ما لا يلغي وجود ولا شخصية ولا حقوق الشركاء فيها، والعاملين في وظائفها، فقد حدَّد الإسلام في مواضع أخرى صفة قوامة الرجل وما يصاحبها من عطف ورعاية وصيانة وحماية، وتكاليف في نفسه وماله، وآداب في سلوكه مع زوجه وأولاده ”.

وفي المقابل فإنّ طاعة المرأة لزوجها واجب عليها وقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام “إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصّنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت” فغنما هو جنّتها ونارها..

ولكن.. هذه الطاعة التي يجب أن تكون في معروف هي ليست اتّباع أعمى وانعدام لشخصية المرأة.. وإنّما فرضها الله تعالى على المرأة لضمان استقرار الأسرة ولمصلحة جميع أفرادها فحين تطيع المرأة زوجها ويستشعر زوجها منها هذه الطاعة النابعة من قلبٍ راضٍ ومُحِب فهذا سيورِث الأسرة من السعادة والاستقرار ما يقرِّب بين أفرادها..

وهذا ضد ذوبان المرأة في الرجل بمعنى أن تفقد المرأة شخصيتها وهويتها وتذيبها في الطرف الأخر بحيث يكون دورها مجرد منفذ لأوامر الرجل فقط .وينمو هذا الذوبان خلال فترة الخطوبة ويكبر ويتربي بعد الزواج فالمرأة بطبيعتها الرقيقة وعاطفتها الجياشة تحب الغوص في عالم الرجل الذي تحبه وتعشقه والتأقلم مع عاداته وتنفيذ جميع رغباته ،بما في ذلك بعض العادات التي كانت ــتكرهها قبل الزواج إلى أن تصل إلى مرحلة الذوبان الزوجي الذي يجردها من هويتها ويجعلها مطيعة لزوجها في كل شيء حتي لو كان مخالفاً لما نشأت وتربت عليه
الزواج الذي تذوب فيه شخصية أحد الزوجين في الآخر أو النزوع للاستقلال عن بعضهما تماما بالشكل الذي يحدث فجوة لا يبعث على الاستقرار والسعادة، مما يشكل أمراً خطيراً في الزواج. إذ العلاقة بين الزوجين يجب أن تكون علاقة مسئولية من طرفين لا من طرف واحد،
علاقة شريكين مسئولين عن تحقيق أهداف الزواج التي شرعها الله تعالى، ومنها تحقيق أجواء المودة والرحمة التي هي سر نجاح الزواج ،من خلال الكلمة الطيبة ، والنصيحة الدافئة،والقدوة الحسنة،والأدوار المتكاملة.ومن هنا نحتاج أن نحفظ لكل زوج شخصيَّته التي ارتضيناها حين ارتضيناه زوجاً،نحتاج إلى علاقة مبنيَّة على التكامل لا التصادم،فمعيار التكامل يعني أن يستفيد كل طرف من المهارات والصفات الإيجابية لدى الطرف الآخر،ويرى أن نجاح شريك حياته نجاح له،ومن هنا يسعى إلى تحفيزه ومساعدته وتهيئة الأجواء الإيجابية لتنمية هذه المهارات،وتوظيف هذه الصفات في بناء شخصياتهما،وتربية أولادهما.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى