المحليةالمقالات

الجيل المتميز الذي نريد

الجيل المتميز الذي نريد
بقلم التربوية ـ أم السعد إدريس

[JUSTIFY]مقطع فيديو أثار ضجة ؛ وفتح الأبواب المغلقة ؛ وأثار الحديث عن موضوع كانت تجيش به الصدور ولا تجرؤ على البوح به إلا قليلاً ، إنه موضوع التحرش الجنسي وخاصة بالأطفال.

كانت ردة الفعل على مستوى الحدث . وهذا مؤشر جيد لرغبتنا الجادة في التغيير نحو الأفضل.

ولكن نحن كتربويين ينبغي ألا يكون تحركنا دوما ًمبنياً على ردة الفعل كلما لمسنا ظاهرة أو حدثاً أو مشكلة ؛ بل يفترض أن نكون نحن أصحاب الفعل والمبادرة بما نملكه من حساسية للمشكلات يفرضها علينا التفكير الإبداعي الذي ينبغي ان يكون سمة أهل التربية.

إن الظواهر والمشكلات التي تطفو على السطح بين فترة وأخرى ونحاول جاهدين أن نجد لها الحلول ؛ تدفعنا للتساؤل .. هل مخرجات التربية والتعليم كما نريد ، ام أننا تحتاج لوقفات بين الحين والآخر بهدف التحسين والتطوير لتتناسب مع واقع العصر الذي نعيشه ؟

وتذكرت كم كنت ولا زلت أشيد بذلك المقرر الذي تلقته ابنتي في المرحلة الثانوية نظام المقررات بعنوان (مهارات حياتية) وكيف غير شخصيتها إيجابياً بشكل ملموس.

وأيقنت بحاجتنا الملحة لمنهج متكامل لبناء شخصية الطالب يبدأ من رياض الأطفال ويستمر حتى الصف الثالث الثانوي بحيث يتضمن تدريس مهارات الحياة المناسبة لكل مرحلة. متضمناً مبادئ التربية الجنسية ؛ كل مرحلة بما يناسبها ، في إطار التناول الإسلامي الراقي لتلك المواضيع دون خدش حياء أو إثارة للغرائز حتى تمر طفولة أبنائنا ومراهقتهم بسلام .

نريد تربية متكاملة تعتمد على الوقاية قبل من العلاج ؛ فتمنع أو تقلل بداية من ظهور (المتحرشين) كما أنها تدرب (المتحرش بهم) على كيفية الدفاع عن أنفسهم وعدم الوقوع في شباك الإبتزاز ، نريد أن ننشئ جيلاً واعياً ينظر للمرأة على أنها (شقيقة الرجل وليست فريسته).

إن أبناؤنا يحتاجون أن نعلمهم وندربهم على الكثير من المهارات الحياتية مثل تنمية الثقة بالذات – تحديد الأهداف – إدارة الذات – إدارة الوقت – ترتيب الأولويات – فن الحوار والإقناع – التعامل مع الآخرين – إدارة المشاعر والتعبير عنها ـ التصدي لرفقاء السوء ـ التعامل مع وسائل الإعلام غير البناءة …. ولا يتسع المجال لحصرها جميعاً.

وكم هو ضروري أن يدرب المعلمون على تدريس تلك المهارات ليتمثلوها في سلوكهم أولا. وبعدها لا بد من متابعة اكتساب الطلاب لتلك المهارات وتعديل سلوكهم مثلما نهتم بتحصيلهم العلمي ، بل ويكون اجتيازهم للمراحل الدراسية يعتمد على حصولهم على الحد الأدنى من مهارات ( العلم والتعامل) معاً .

فنحن نهدف لأن نخرجهم للحياة وليس لدخول الجامعة وسوق العمل فحسب .. نريد جيلاً متميزاً يعرف كيف ينجح في عمارة الأرض ، ومن ثم ينشئ ويربي بدوره جيلاً أكثر تميزاً .. وتستمر سلسلة التميز إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم الاستاذة الفاضلة ام السعد
    بارك الله فيك واضف على ماذكرت البيت ثم البيت ثم البيت ايها الاباء والمهات انتبهوا لاولادكم فهم امانة بين ايديكم للاسف اصبحوا اولادنا بين الشغالات والسائقين فقد قال النبي الكريم (( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ))

  2. السلام عليكم الاستاذة الفاضلة ام السعد
    بارك الله فيك واضف على ماذكرت البيت ثم البيت ثم البيت ايها الاباء والمهات انتبهوا لاولادكم فهم امانة بين ايديكم للاسف اصبحوا اولادنا بين الشغالات والسائقين فقد قال النبي الكريم (( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى