المحليةالمقالات

من يشتري ببغاء ثمنه التقدير.

( من يشتري ببغاء ثمنه التقدير..! )
لجين ريان سمباوه
مدرب معتمد في التنميه البشريه وتطوير الذات

[JUSTIFY]في مره كنت شارده الذهن بعيده كل البعد عن التركيز .. كلامي غير مرتب ، تفكيري غير مستقر ، لا أعلم ماذا افعل ولم افعل وأين ينبغي أن أخطو..!

سمعتني أختي ليان ذات الإحدى عشر عاما وأنا أؤنب نفسي بـعنف.. قلت:” أين ذهب عقلي .. ! ” ” أي من العقول أملك ” … فقالت لي ببرأه :” أين تركتيه آخر مره ..! ”

هنا توقف اللوم .. هاهو السؤال الحقيقي .. أين تركته آخر مره ..!

عندما شاهدت ذهولي قالت : ” صحيح .. ولماذا تؤنبيها أمام الناس ..! ،، من المفترض أن يكون بينك وبين نفسك ”

أحيانا نقسوا على أنفسنا لدرجه أنها تصاب ببعض الإرتباك .. والشرود و أحيانا تصل للإنهيار و الإستسلام.. نلومها، لا نقدرها، نقييمها، ونقلل من حجم انحازاتها فتصبح تائهه في كيفيه التعايش مع الكم الهائل من التدمير و التذمر ، ارهقناها من محاولاتنا لأن نكون أحدا آخر لأجل إرضاء الآخرين ، ولا نكون الشخص الذي يرضي الله .. أو يرضينا داخليا ، نعمل الحميه لكي نكون أجمل ، و لكي يقول الناس “واااو” ، أو “ماااا شاااااء الله” بذهول ، طبعا فأول الهم هم وآخر الهم هم أيضا، حتى أننا أصبحنا نرى أنفسنا بعينهم .

بل و في بعض الأحيان حتى تقديرنا لأنفسنا يكون من تقديرهم لنا ، فزادت كميه ” التفاخر ” و قلت فرص التجربه و البرهان ، فأكتفينا بإنجاز واحد حققناه ووقفنا عنده و جلسنا نغني على ليلاه ، و طبعا أنضممنا لسرب الببغاءات التي سجنها انجازها و تحولت من شخص منتج إلى شخص مسجون لإطراء أو تقدير ، حتما كالبيغاء الذي سجن في قفص و عرض في مكان للبيع و الثمن تقدير و تصفيق أو ذهول .. و من يذهل اكثر يدفع و يأخذ أكثر من التغني بإنجاز بسيط واحد ، وإن فقد الببغاء بريقه و أصبح غير قادر على الكلام ، استبدل بآخر.. فخوفه من الاستبدال يجعله يستمر في التكرار حتى يموت إما يقتله التكرار أو يقتله التقدير الزائف .

سمعت ذات مره أن الخوف نابع من الاحتياج، طالما وجد لديك خوف من شيء أي أنك تحتاج إليه ، وايضا ذكر في علم النفس أن الخوف في الغالب وهم لا يمت للحقيقه بصله ، خوفنا من الرفض دليل احتياجنا للتقدير ، خوفنا من نظره الناس جعلنا مأسورين خوفا من فقد النظره المثاليه أو الفكره الجميله التي كوناها عن أنفسنا، واللحظه التي يغيب عنا التقدير نصبح كما العطشان بجانب النهر العذب ، يبحث عن الماء المالح لكي يشرب و يزيد ظمأ على ظمأ، نحن نملك ما نقدر انفسنا عليه و نحن نملك ما نسعد به ، و نحن نملك ما يشعرنا بذواتنا و استقلاليتنا و لم يتسنى لنا الوقت بعد لكي نرى أنفسنا بأعيننا لا بأعين الآخرين.

صحيح نحن نحتاج من يقدرنا بل ونحتاج من يهتم بنا لكن يصبح هو الخوف العملاق الذي يحدنا على أن نكون أنفسنا ، بل ويكون السبب الذي يوقفنا عن التقدم للأمام ؛ فهنا يجب أن نتوقف و نتدارك أنفسنا قبل أن نقع في فخ ” نظره الآخرين ” ، و حوار أختي البريئ جعلني أدرك أن عقلي كان عند آخر مره قدرت نفسي فيها و توقف عندها بعدما توقفت عن تقديره و بحثت عن التقدير في مكان آخر .[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى