المتتبع للتأريخ
يرى مدى اختلفت نظرة الشعوب
إلى المرأة ومدى القساوة التي مورست عليها سواء من الأنظمة أو الأفراد
ولكن جاء الإسلام بصورة المساوة بين الرجل والمرأة في التكريم والقيمة الإنسانية وفي التكاليف الشرعية والثواب والعقاب ، وميّز كل واحد منهما بخصائص لا تدخل بشكل مباشر في شؤون الأخر سواءً دينية أو دنيوية ، وتميز الإسلام في هذا المجال بمر…ونته في تناوله قضايا المرأة.
فقد وضع الأسس التي تكفل لها المساواة والحقوق مع الرجل كما سنّ القوانين التي تصون كرامتها وتمنع استغلالها جسديا أو عقليا أو عاطفياً ثم ترك لها الحرية في مجالات الحياة وفق المنهج الرباني ولكن مع هذا العدل الإلهي وجد من يقف أمام وصول المرأة المسلمة إلى وضعها الراقي في المجتمع من خلال العادات والموروثات الثقافية والاجتماعية التي تضرب بجذورها في أعماق نفسية الرجل
من خلال تفسير الدين وفق الأهواء دون تتبع لرؤية السليمة للدليل الشرعي.
فمهما قلنا أن المرأة حصلت على حقوقها حسب القانون الإسلامي والأنظمة المرعية يبقى هناك من يعطّل حقها في الحياة بحجج ليس لها من الدين شئ .
ومن تلك الأمور التي تم استغلالها ضد المرأة بشكل قبيح .. ( الولاية ) حيث تعرف بأنها :
سلطة شرعية لشخص في إدارة شأن من الشؤون وتنفيذ إرادته فيه وفق المصلحة غير المضرة .
لذلك لم يفقه بعض الرجال هذا المفهوم بل أسقطه من حساباته كلها ، حيث أصبحت الولاية في نظره تجاه المرأة سلطة أوامر ونواهي جافة وتجبّر وتسلّط وقهر بل تعدت إلى التحجير والتحيير والعضل وتفويت المصالح .
وللأسف للأسف للأسف ساعد الرجل في ذلك الأنظمة والقوانين التي تزيد من الأمر سواء وتعقيدا .
يا أحبتي :
عندما جعل الله ولاية المرأة بيد الرجل كان لحكمة ربانية وهي ، أن المرأة بطبعها ضعيفة تحتاج للسند بعد الله والقوة التي تحميها وترعى شؤونها وفق الشرع ، لذلك قيّد الإسلام ولاية الرجل :
قبل الزواج : تكون لوالدها أو للأقرب
بعد الزواج : لزوجها أو ابناءها
و في كلا الحالين السابقين يجب أن لا تتعدى الولاية
-الرعاية العامة لشؤونها
-حمايتها من المخاطر
-الإنفاق عليها
-تزويجها للكفو
-عدم امتهان كرامتها
الكارثة التي يغمض المجتمع أعينهم عنها .
هي ما يمارس ضدها من إقصاء وتقليل للقيمة دون وعي أو إدراك .
مقالي أيها الأحبة
لا يدعو لتمرد المرأة على الرجل ولا يدعو لإسقاط ولايته عنها التي شرعها الله
ولكن ، سأضع بين أيديكم ، صورا لا اعرف الحكمة منها التي يتم إجبار المرأة فيها على إحضار الولي.
1.لا يحق للمرأة .. إصدار أي ورقة من الدولة بدون إحضار وليها .
2.لا يحق للمرأة .. التوظيف بدون إذن وليها .
3.لا يحق للمرأة .. فتح عمل خاص بدون إذن وليها .
4.لا يحق للمرأة .. المرأة مراجعة المحكمة بدون إذن وليها .
5.لا يحق للمرأة .. الضمان أو الصدقة بدون إخبار وليها .
6.لا يحق للمرأة .. صرف مالها إلا بإذن وليها .
إلى هذه الدرجة أصبحت المرأة
في مجتمعنا الإسلامي العادل وربما أسوء وما خفي كان أعظم
أليس من حقها كمواطنة بياناتها موجودة ومعروفة من خلال سجلها المدني ، أن تقوم بإنهاء أعمالها بنفسها ، خصوصا إن كانت مطلقة بلا ولي أو أرملة أو كبيرة سن أو امرأة مكلومة من أهل ظلمة .
ولكن هيهات أن تحلم بذلك ، فوليّها حتى لو كان عمره 15 سنة ، يجب أن تحضره وهي في 50 من عمرها
أو كان وليها كبير سن على عربية متحركة ، يجب أن تحضره ليوقع على ورقة واحدة ، أو كان وليها زوج ظالم لها وهاضم لحقوقها
يجب أن تحضره ليشهد على نحرها .
همسة :
المرأة عطر وردةٍ زاكي
لا يفوح عبيره بدون أن يجد بيئة ترعاه
[/JUSTIFY]
مقال رائع الصياغة و العرض و التوقيت مناسب جداً لطرح هذه القضايا الشائكة في مجتمعنا المتعلقة بالمرأة و معاناتها في اقصاء حقها بإدارة حياتها..
إلى الأمام جريدة مكة
مقال رائع الصياغة و العرض و التوقيت مناسب جداً لطرح هذه القضايا الشائكة في مجتمعنا المتعلقة بالمرأة و معاناتها في اقصاء حقها بإدارة حياتها..
إلى الأمام جريدة مكة