المحليةالمقالات

رحلة عناء وإنتظار

[COLOR=#FF0026]رحلة عناء وإنتظار [/COLOR] مريم الزهراني

[JUSTIFY]فضلت العودة إلى مكة من المدينة المنوره بالطائرة توفيرا للوقت بدلاً من السفر برا ..
لأن ثقتي في الله ثم في الخطوط السعودية وإنضباطها ودقة مواعيدها …
كنت لا أوافق كلام بعض أفراد المجتمع حينما يصفونها.. بإهدار وقت المسافرين بالإنتظار في أروقة صالات المطار ..

المفروض وقت الإقلاع الساعة الثالثة وخمسة عشره دقيقه مساء السبت الموافق ١٤٣٥/٤/٨هـ
ففوجئت برسالة جوال إبلاغ عن تأجيل الرحلة رقم ٨٤٦٥ موعدها الى الساعة الثامنة والربع من نفس المساء وحمدت الله انني لم أذهب إلى المطار مبكرة ..

انطلقت للمطار للحاق بالرحلة المؤجلة ودعيت الله ان يختار لي مافيه الخير ..
وصلت للكاونتر لتأكيد موعد الرحلة وفوجئت بم هو أقوى من المفاجأة بتأخير الرحلة أيضا للمرة الثانية إلى الساعة التاسعة والربع ..
جلست في الصف الأول المقابل للبوابة للإستعداد للإنطلق وقت الإعلان ..
ولم تكن الصالة ممتلئة بالمسافرين كان عددهم قليل ..
قضيت وقتي بالحديث مع شقيقتي التي ترافقني بالرحلة ..

جاءت إحداهن وجلست بجوارنا بعد السلام والتحية سألتنا سؤال التأكد من اننا في نفس الرحلة وأيضا سألتها لأتأكد من موعد الإقلاع فقد صدمت بأن الموعد التاسعة والنصف بدلا من التاسعة والربع ..فطمئنت نفسي دقائق لا تفرق كير عن تلك الساعات ..
هنا موعدين والله أعلم أيهما أصح ؟؟ تجاذبنا أطراف الحديث معها وعرفت منها أنها طالبة بجامعة لملك عبدالعزيز بكلية الطب عائدة من زيارة نهاية الأسبوع لأسرتها بالمدينة المنورة ..

بعد ساعات إنتظار ..
نظرت حولي فإذا بصالة الإنتظار مكتظة بالمسافرين ..
منهم الطفل الرضيع يلتوي مللا في عربته بين والديه.. والمسن الهرم يجلس على كرسيه المتحرك يلتفت يمنة ويسرى يرقب اسارير وجه رفيقه ليسمع كلمة الإنطلق..
منهم المريض يحمل آهاته بين أضلعه ويكظمها بين أنفاسه ..ومنهم الطالب ، ومنهم الحامل مولودها بين أحشائها تئن وهنا .. وأم ينتظرها أبناؤهاوغيرهم من لديهم إرتباطات هامة ..
الكل يرقب بعين الحيرة لم هذا التأخير ؟؟ في وقت حرج ليلة أول يوم من أيام الأسبوع…
حيث ان الدقائق تقدر بأغلى الأثمان ..

ألتفت للوراء رأيت وكأنني بين وفود حجيج تنتظر العودة لديارها..
لا مجال للحركة فقد صارت الدقائق مملة علا صوت الأطفال الرضع وزاد ملل المسافرين …
البعض يتسلون بقراءة الصحف والآخريتسوق في كشك هدايا المطار الذي حظى بأكبر عدد زوار تلك الساعات ..
ثم تأتي لحظة الإنطلاق… واعلن الدخول لباص الركاب في تمام الساعة التاسعة وخمسة وثلاثون دقيقة..
انطلقنا للصعود الى الباصات لتوصلنا للطائرة المحظوظة ..
تم فتح بوابتين لهذه الرحلة لكثرة عدد المسافرين …

الكل يهرول للصعود والكل يتلفت يمنة ويسارا …نظراتهم تتسائل هل النداء حقية او حلم ..
حمدت الله انه لم يكن معي طفل او شيخ او مسنة او مريض او طالب ، حتى لايعاني مما عانى منه ضحايا المواعيد الوهمية ..
كل ذلك التأجيل والفوضى من إجل إنتظار الرحلة الدولية التي ستقلنا إلى مطار الملك عبدالعزيز بجده
على الرغم انه انطلقت خمس رحلات الى جده خلال إنتظارنا ..
ناهيك عن رحلات مدن أخرى ورحلات طيران ناس..
صعدت إلى الطائرة في تمام الساعة العاشرة وأربعون دقيقة ..
حاولت ان أبحث عن رقم مقعد وتفاجئني المضيفة بأنه ليس بالضروري البحث وتضييع الوقت لأن ارحلة تغيرت والأماكن ساحت على بعضها ..
بمعني اخدم نفسك بنفسك ..

حينها لجأت الى أحد المقاعد وكذلك شقيقتي ولزمت كلتانا أماكن مختلفة ولم نحظى بالجلوس بجوار بعضنا ..
وتم الإقلاع في تمام الساعة العاشرة واربعون دقيقة ..

رغم كلمات الإعتذار التي تقدم بها الكابتن للركاب إرتسمت على وجوههم نظرات سخرية ممزوجة بحسرة وألم ..
لأنها كلمات فقط وليست فعل ..
شردت بذهني للوراء أثناء الطيران أتذكر كلام أفردألمجتمع والهجوم والتأفف لسوء دقة المواعيد بالخطوط السعودية الذي كنت اعترض عليه كثيرا ..لكن اليوم قررت موافقتهم الرأي.

لابد من إيجاد حل لتغيير فكرة المجتمع التي لا يمحوها إلا الإنضباط والدقة لتبصح النفوس راضية عما تقدمه للمسافر المواطن أولا ..ثم المسافر الضيف من الدول الأخري ثانيا..
حتى لايقال عنا أمة الوحي لاتفي بوعودها لمواطنيها وضيوفها من دول العالم ..هذا ما أرجوه من المسئولين .[/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى