المحليةالمقالات

عفـواً لدينـا مـراهــق

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]عفـواً لدينـا مـراهــق[/COLOR][/ALIGN]

عفواً لدينا “[COLOR=blue]مراهق[/COLOR]” عبارة تحذير أم عبارة تخدير للأخطاء أم نبرة قادمة من العجز لحل هذه المشكلة .. الكثير من الناس يعتبر أو بعبارة أدق يصنف كلمة مراهق بأنها تعبير يطلق على الإنسان غير السوي وهذا خاطئ جملة وتفصيلاً لأن الجميع بمر بهذه المرحلة متقدمة أو متأخرة وبطرق مختلفة [COLOR=crimson]فالمراهقة طريق عبور للكل يعبروا منه [/COLOR]فمنهم من يعبر حافي القدمين وهذا ضرب من ضروب الفشل في التعامل ومنهم من يعبر بحذاء على اختلاف نوعه ومنهم من يعبر ولا يشعر بأنه عبر من هذا الطريق .. وفي بعض الأحيان تختبئ خلف عبارة مراهق أكثر من معاناة يعيشها المراهقون لاسيما في زمننا هذا الذي نعيش فيه وذلك بسبب فقدان لغة الحوار بين الوالدين والأبناء والتي يصعب ترجمتها أحيانا ربما لتباعد الرؤى بينهم فالمراهق مطلوب منه أن يسابق عمره لينضج فتنضج تجربته الإنسانية من واقع تجربة من هم أكبر سنا منه في البيت وأحياناً يتحول هذا المراهق إلى مجرد علامة استفهام حائرة ترصدها العيون في كل الاتجاهات كلما حاول التحرك في اتجاه ما للخروج من نفق الممنوعات التي تلاحق تصرفاته وتصادر آراءه حتى قبل أن يبوح بها ..

هذا المراهق المسكين أعياه التعب بحثاً عن واقعه الذي يكاد لا يعيش إلا في مخيلته فيلجأ لأصدقائه الذين يقاسمونه المعاناة نفسها بحثاً عن حل لتلك الغربة المستوطنة داخله فلا يسمع سوى صدى التأنيب لمعاناتهم ولكن بسيناريو مختلف في بعض تفاصيله فمن نفق الممنوعات الشديدة إلى فضاء اللهو مع الأصدقاء يخرج الشباب كل يوم بقصص وروايات جديدة عن تعامل الأهالي وبعض الأحيان المدارس والمجتمع معهم فبعض الأهالي يطلقون العبارات التوبيخية والتأنيب على كل فعله يقومون بها وهذا يجعله مقلل لنفسه مقداراً وثقةً ويأتي دور المدرسة الهام لأن الطالب يقضي فترة طويلة بها يختلط مع زملاءه وأساتذته فماذا أعدت المدرسة لهذا المراهق ويأتي أخيراً دور المجتمع الأقل حظاً بالتعامل مع المراهق نقول أقل حظاً عطفاً على زماننا الذي نعيش فيه الذي اختفت فيه الحارات وظهرت تباعد المسافات بالمخططات السكنية فالكثير من المراهقين يقضون أيامهم خلف قضبانيين هما البيت والمدرسة ولكن التطور الذي زحف إلينا أتى بما هو جديد فظهرت الفضائيات والجلوس أمام الشات وغاب دور المجتمع وأصبح لا قيمة له عند الكثير .. فمتى نستوعب أن المراهقة مرحلة ستمضي لابد أن نستعد للتعامل معها بطرق حضارية تبدأ بابتسامة وتنتهي بملاحظة .

[ALIGN=LEFT][COLOR=green]محمد مخضور اللحياني[/COLOR] كاتب وإعلامي
مدير العلاقات العامة بنادي الوحدة[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى