اتألم كثيرا حينما اسمع كلمات مثل ( أنا اصلا غبي ، لا افهم ، أنا اجنبي ولا استطيع فعل شيء ، أنا لا استطيع فعل أي شيء ) وهكذا تتوالى الرسائل القاتلة الى العقل الباطن لتستقر هنالك وتكون للانسان صورته الذهنية عن نفسه ، وكما قال احد الحكماء : بحسب ما ترى نفسك يراك الاخرون .
والمؤلم هنا اكثر ان يربط هذا الامر بالقدر، فتجده يقول انا هذا قدري ، والله قدر علي هذا ، او انا غبي لانني من اسرة غبية ، او عصبي لانني من اسرة عصبية ، وهكذا يواصل الكذب على القدر ، والاسقاط على العوامل الوراثية , ليحقق فكرته الخائرة ، ويتوارى متقهقرا في اسفل دركات الحياة .
ايها الانسان خلقك الله في احسن تقويم , وزرع فيك اعظم القوى ، وفضلك بالعقل عن كل المخلوقات ، وسخر لك الارض ، وذلل لك الصعاب ، وقبل ذلك نفخ فيك من روحه ، فانت تشكل عالما كبيرا من الطاقات ، وثورة هائلة من القوى التي تستطيع ان تفعل بها كل المعجزات ، وكما يقول الشاعر محمد اقبال :
[CENTER]وتزعم انك جرم صغير ** وفيك انطوى العالم الاكبر .[/CENTER]ولو عدنا لاصل هذه الرسائل السلبية ، سنجد ان للتربية دور في ذلك ، فتقول الدرسات بان الانسان يتلقى رسائل سلبية قبل سن العشرين بنسبة 80% ، وبالتاكيد فان هذه النسبة الهائلة تشكل تاثيرا بالغا على الانسان ، وتزرع له في ذهنه صورا سلبية عنه ، ولكن هذا الاصل يمكن تغييره ، كما يقول الدكتور علي شراب : ( الله اعطاك اربع قوى تغير بهم كل شيء في حياتك ولا عذر لك بعد اليوم وهم الوعي وياتي بالمعرفة والخيال الذي يؤكد الوعي والارادة التي هي خطواتك نحو التغيير والضمير الذي يبين لك صحة ما تفعل من عدمها)
والله لو قرأ الانسان القران بتامل ، وعرف هبات الله له ، لعلم ان فيه كنز هائل عامر بالقوى والطاقات التي تحتاج فقط من يعيها وينظر بعين التامل فيها ، ليخرج حينها الانسان كلما فيه من عطاء وينطلق كالسهم في سماء الحياة ، حيث يجب ان يكون .
[/JUSTIFY]