المحليةمقالات القراش

شبح .. الخوف الذي يطارد الكبار والصغار

[COLOR=#FF004D]شبح .. الخوف الذي يطارد الكبار والصغار :[/COLOR] بقلم : أ‌.عبد الرحمن القراش

كثيرا ما تدور في مجالسنا
كلمات لها دلالة واحدة مهما اختلفت مسمياتها
في كل أسرة أو بيئة ومنها :

– يا أخي استحي

– لا تحرجني رجاء

– أخاف ما يفهمني لو قلت له

– ما اقدر اشعر بصعوبة في التنفس لو تكلمت

إن هذا الشبح
الذي يلاحق الكبار والصغار في كل بيئة

يعتبر من اشد الأمراض فتكاً
بقيم التواصل الاجتماعي فيضع الحواجز
التي لا تنتهي بين كل فرد وفرد

ترى ما هو ؟

إنه .. الرهاب الاجتماعي

درس اليوم يا أحبتي :

سيكون عن هذا الشبح
الذي يمزق أواصر التواصل وكيفية التخلص منه .

يمكننا وصفه في البداية بأنه حالة مرضية

وإن كان البعض
لا يرى فرقا جليــاً بين الخجل والرهاب وهذا خطأ

فالخجل
حالة يمكن أن تطرأ على الإنسان

في أوقات معينه فقط أو مواقف يستطيع الخروج منها والسيطرة على نفسه بحسب ما يراه مناسب .

ولكن الرهاب

هو تملّك الخوف
غير المبرر ” قبــل وأثــناء وبــعد ” الحدث

بحيث لا يجعل صاحبة
يستطيع النوم أو الأكل وربما وصل لحالة الاستفراغ أو الإسهال – أكرمكم الله –

وحالة الرعب
هذه تسمى ” الرهــــاب الاجتماعي ”

يبدأ هذا المرض مبكراً في سن الطفولة
ويستمر في النمو والتدرج
بحسب حال المريض والإهمال في علاجه والبيئة الحاضنة للسلوكيات السلبية

حتى يصل لمرحلة متقدمة
يصعب السيطرة عليها وتحتاج وقت طويل لعلاجها .

أسبــــابه :

– الأسرية :

نشأة الشخص في بيئة
يكون بها الاهتمام الزائد الملغي لشخصية الفرد
أو الانطوائية والبعد عن الناس أو الحذر غير المنطقي

بحيث يرتفع معدل
ثقافة العيب والحرام في كل التصرفات
والخوف من الإقدام
والشك في نوايا الآخرين دون ذكر سبب لها والخوف من أرائهم خصوصا السلبية منها
وهذا خطأ جسيم

حيث يكبر الطفل وينشأ
أن كل التصرفات بها عيب وحرام فيصاب
بالخوف من أتفه الأسباب

لأنه لم يجد من يفهمه

ما الفرق بين العيب والحرام ؟
ومتى يمكن استخدام تلك العبارة ؟
ومتى يمكن تجاوزها ؟

– السلوكية :

التعرض لصدمة من تصرف حدث
فأصبح عند الشخص رهاب من كل المواقف

حيث يحسب لكل كلمة أو تصرف ألف
حساب خوفا من الوقوع في نفس المأزق والحرج

فينخفض لديه معدل ” الاندريالين ”
عند وقوع أي حدث مثير في حياة الشخص .

– الوراثية :

لا ننكر دور الوراثة في انتقال هذه العدوى من خلال الاطلاع على تاريخ الأسرة الطبي

فالأسر التي لديها سوابق مع هذه المرض

يكون المحيطين بهم أو أقاربهم يحملون نفس الجينات التي ربما تكون بيئة خصبة وحاضنة لاستقباله

الأعــــراض :

يختلف حدوثها من شخص لأخرى

وتختلف درجاتها والاصابه بها فكل شخص يصيبه نوع أو نوعين أو ثلاثة أنواع وأشهرها ما يلي:

– الاحمرار الزائد
-التعرق غير المنطقي
-المغص الشديد
– التبول أللإرادي
-الإسهال المفاجأ
– الحركات الهستيرية المضطربة
-الإغماء
الهروب من المكان
– اختلاق الأعذار الكذابة
– فقدان الشهية والقدرة على النوم

العلاج :

لا تزال كثير من أمراض النفس البشرية

قيد البحث والدراسة
ورغم تطور علم النفس الحديث
إلى أنه لم يجد الحل النهائي للكثير
منها كالرهاب الاجتماعي

ولكن سأركز في هذا الدرس
على أفضل الحلول الممكن تقديمها للمصابين .

– الأسري :

يجب إعادة تقييم
بعض المفاهيم والعادات
وسرعة علاجها لن خطرها متعدي
وليس فردي فقط

واهم تلك المفاهيم
مفهوم ثقافة ( عيب , حرام , لا يجوز , أنتبه )

حيث يجب أن توضع حدود
واضحة لجميع أفراد الأسرة ومرجعية لكل حد

فالأمور الشرعية

الحلال فيها بيّن والحرام بيّن وماتشابه من الأمور فيرد فيه لأهل العلم لمعرفة والفصل مباشرة فيها

والأمور الاجتماعية

يجب عدم تكبير
حجم تلك العادات وجعلها قانونا يفرض على الرقاب

بحيث يؤخذ منها ما يوافق
العقل والدين وينفى ما يخالفهما دون ضرر أو ضرار

بالإضافة
لفتح قنوات الحوار بين أفراد الأسرة

بحيث الجميع
يعبرون عن آراءهم دون خوف أو خجل

مما يساعد في خروج الطفل
للمجتمع بشجاعة ومقدرة على التأقلم دون رهبة

ناهيك عن

احتواء المخطئ
وعدم نفيه أو القسوة عليه وتبيين سوء الفهم له

لأن ذلك سيكسبه ثقافة الاعتذار
والصدق في الحديث مستقبلا خصوصاً بين الزوجين

– السلوكي :

في بداية العلاج السلوكي

يجب أن يتم تعليم المريض
أسلوب الاسترخاء والسيطرة على التوتر

حتى يستطيع
بناء الثقة بنفسه وعدم الاهتمام بنظرة الآخرين له

ومن الضروري سلوكيا
تشجيعه على مواجهة الموقف وكثرة امتداحه والثناء عليه

لكي ينخفض معدل القلق لديه
ويكون ذلك بصورة متدرجة من المواقف التي يكون فيه توتر أقل إلى المواقف الأعلى في التوتر .

بناء جسور تعليمية ومهارات
تساعد على اختيار الألفاظ المناسبة
التي تعبر عن الرأي ويحتاج لذلك إشراكه في دورات تطوير الذات التي تتميز بالحوارات

– القرآني :

من الضروري
إشراك الرقية الشرعية في مرحلة العلاج

فأحيانا يكون الرهاب
نفسا شيطانيا خصوصا لمن لم يعرف لديهم تاريخ في الرهاب أو انتكاس حالة شخص بسبب صدمة أو مشكلة

وهذا ليس تعظيما للمس الشيطاني

ولكن مصداقا لقول الله تعالى :

الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ
قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

– الدوائي :

لا نهمل دور
الطب النفسي من خلال عرض المريض
على مختص جيد يصرف له بعض الأدوية المساعدة في رفع معدل الاندريالين بنسب معينة تؤخذ بالتدرج حتى لا يدمن عليها .

همسة :
بين دفتي القرآن الكريم شفاء لما في الصدور .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى