المحليةالمقالات

جوهرة الوطن

ما أروعها من صورة ؛ تلك التي أظهرت تلاحم القائد والشعب يوم افتتاح جوهرة الملاعب بجدة .. قائد ينضح كلامه بالحب والعطاء ، وشعب يتفاعل معه مجسداً صدق الامتنان والحب والولاء.

تلك الصورة ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ ضمن روائع الصور ؛ رغم بعض التشوه الذي سببته بعض التصرفات غير اللائقة ، ربما بدافع الحماسة غير المنضبطة للمشاركة في تلك الصورة المعبرة ، ونقص التوجيه الكافي والردع المناسب عند الضرورة.

إن من قاموا بتلك التصرفات استهانوا بتصرفاتهم الفردية وما علموا أن اللحمة الوطنية كقطعة (البازل) وإن كانت تحوي آلاف القطع إلا أنه يشوهها خلل قطعة واحدة . ومن المتوقع أنهم عندما يشاهدون الصورة الكاملة وأثرهم عليها ؛ سيدركون فداحة ما قاموا به .

أن نجاح أي فعالية جماهيرية لايعتمد على كفاءة الجهة المنظمة فحسب بل لا بد من احترام الجمهور لقواعد ذلك التنظيم. وذلك الاحترام يندرج تحت واجب الوطنية ، تلك الوطنية التي تستوجب أن يعمل المواطن لصالح وطنه حتى تصبح المصلحة العامة بالنسبة له أهم من مصالحه الشخصية .

إن الوطنية تقتضي الاهتمام بالمصلحة العامة ، فكيف نتوقع لمن تربى ونشأ على التمحور حول مصلحته الخاصة أن يهتم بالمصالح والممتلكات العامة ؟

من الطبيعي أن ينشأ الفرد مواطناً منتسباً لوطنه ؛ ومن ثم يأتي دور التربية الوطنية التي يشرف عليها القائمين على تربيته لترقية مشاعره وعواطفه تجاه الوطن حتى يصبح سلوكه الظاهر هو ما يجسد وطنيته الحقة ويكون مقياساً يسجل رصيد إنجازاته من أجل الوطن.

ولن يتصف أبناؤنا بالوطنية مالم يروها واقعاً ملموسا تجسده القدوات التربوية في المنزل والمدرسة والمجتمع . تلك القدوات التي تحترم النظام عن قناعة وتربي أبناءها عليه وتضع العواقب المناسبة في حال المخالفة .

كم هو جميل أن نرى أبناء مملكتنا الفتية الشابة قدوة لشباب العالم ، يرسمون أروع صورة للشباب المسلم الحضاري المنتج. فالشباب طاقة .. والطاقة بحسب المسئول عن توجيهها ؛ إما أن (تعمر) أو (تدمر) . فما أعظم مسئولية المربين تجاه الشباب ليوجهوا طاقتهم لصالح تعمير وبناء الوطن .

نعم تألمنا لما حدث قبيل ويوم افتتاح ملعب الجوهرة .. وكلنا ثقة بأنه لن يتكرر لو اتبعنا المنهجية الصحيحة للتغيير، مدركين أن الشباب هم (جوهرة الوطن) الحقيقية ؛ التي يصقلها أهل التربية بعلم وفن .. فلنحافظ جميعاً على تلك الجوهرة .

أم السعد إدريس

مستشارة أسرية ومدربة معتمدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى