آن الأوان أن يعتذر كبار النقاد الذين يحملون مؤهل (المهنية) الإعلامية للاعبي نادي الإتحاد ، بعد أن قللوا من شأنهم عندما حققوا بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين العام الماضي ، حيث أعتبر البعض الفوز بالبطولة مجرد حماس للاعبين وإستغلال إرهاق الفرق الأخرى ،رغم المستوي الفني الكبير الذي قدمه صغار النمور أمام بطل الدوري ووصيفه وصاحب المركز الثالث . ولم يكن لهذا التقليل آنذاك مبرر سوى التقليل من شأن مشرف كرة القدم السابق المحامي (عادل جمجوم) الذي كان خلف صناعة هذا الفريق الشاب والذي رقص على إنجازه الأسيوي رئيس الفريق الحالي إبراهيم البلوي .
اليوم ومع نهاية الموسم الكروي الإتحادي أكد اللاعبين جدارتهم وأحقيتتهم ببطولة كأس الملك بعد تأهلهم لربع النهائي الآسيوي ، فقد صالوا وجالوا في دوري المجموعات مع فرق أكثر منهم جاهزية وقيمة مادية رغم النقص الكبير في صفوف الفريق الأًصفر وقلت خبرة لاعبيه ، فعندما حقق فريق (عتريس) كأس خادم الحرمين الشريفين العام الماضي وأعتلى منصة التتويج أعتبره البعض (فوره) وحماس شباب، متجاهلين المستوي الفني الكبير الذي قدمه صغار النمور .
بعد فوز الإتحاد على مضيفه الشباب في مباراة الإياب أعجبني إنصاف المحلل الفني (خالد بيومي) عندما قال عن لاعبي الإتحاد الحاليين بأنهم من صناعة الإدارة السابقة وهي إدارة محمد فايز وعادل جمجوم ، وقال هذه الإدارة أي إدارة (إبراهيم البلوي) لم تقدم شيء للفريق حتى الآن . وننتظر عملها القادم في الأدوار النهائية لدوري أبطال آسيا .
حديث البيومي حديث منصف وحديث إعلامي مهني ، لم يتغير خطابه كما تغييرت منابر إعلامية كانت تنتقد الإدارة السابقة بكل هواده وتتباكى على حال النمور، فضلاً عن أؤلئك الذين سقطت مهنيتهم في وحل التعصب وزمن الكاش .
الجمجوم محامي وليس بحاجة لمن يدافع عنه ولكن من باب الإنصاف لهذا الرجل الذي خذله الإتحاديين وخسره الكيان حقق ما عجز عن تحقيقة العديد من الرؤساء السابقين ، فالتجديد في دماء الفريق كان مطلب (شرفي) في المقام الأول ، ومطلب جماهيري قبل أن تأتي إدارة الفايز بعدت أعوام ولكن لم يكن أحد يجرؤ أن يتخذ القرار حتى جاء (عتريس) الذي أعاد هيبة الكيان وكسر مجاديف الغرور وأعاد لجماهير الإتحاد العبارة الشهيرة ( لا يوجد كبير على الإتحاد) .
فبلغة الأرقام حقق الجمجوم في السنة الأولى أربع إنجازات كانت كفيلة بمنحه (شهادة النجاح) في إدارة دفة قيادة العميد للمجد من جديد ، فقد أتاح الفرصة للشباب بتجديد دماء الفريق ، وتحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين ، والتأهل لدوري أبطال آسيا ، وتسديد وتقليص الديون المتراكمة على النادي من إدارات سابقة .
وفي نهاية هذا العام جنى (إبراهيم البلوي) ثمرة ما زرعه (عتريس) داخل أستاذ الأمير فيصل بن فهد بنادي الإتحاد ، وهو الذي لم يضيف للفريق أي شيء يذكر سوى الوعود التي لم تتحقق حتى الآن .
من حق المحامي عادل جمجوم على كل إتحادي منصف ومحب للكيان ، أن يشكره على صناعة هذا الفريق البطل الذي شرف الكرة السعودية في أكبر المحافل الآسيوية ، بدلاً من الإسقاط والإسفاف الإعلامي الذي قوبل به خلال الفترة الماضية حتى بلغ بأحدهم تسميته بـ (عتريس) ولم يدري بأنه في نهاية المطاف سوف يتغنى في صحيفته بإنجازات عتريس آسيا .
ختاماً : لا أجد ما يبرر موقفي سوى ما قاله شاعر الإتحاد أحمد الزهراني في أبياته الشعرية :
مانيب عتريسي ولا نيب مطنوخ
أنا إتحادي وأفتخر ألف مره
لي عزةٍ ترقى على جلد منفوخ
ببقى مع الإتي بحلوة ومره
عبدالله أحمد الزهراني