عقب الأمطار الأخيرة التي هطلت على مكة مساء الخميس التاسع من رجب الجاري تذكرت مقال لي كتبته أقترح فيه حلاً للحد من جرف مياه الأمطار لكميات كبيرة من الأتربة إلى شوارع مكة شرفها الله ، و هو ما يتسبب في انتشار الغبار في سمائها لعدة أسابيع قبل أن تتمكن أمانة العاصمة من جمعها –و أعني الأتربة المنجرفة بفعل المطر- و تنظيف الشوارع منها ..
فرجعت إلى أرشيفي لأجد أنه مضى على المقال و الحل المقترح حوالي أربعة عشر عاماً إذ نُشر المقال في صحيفة المدينة المنورة في العدد رقم 13725 في يوم الاثنين الموافق 24/8/1421هـ ، و دّهشت من أن الأمانة لم تُحرك ساكناً في مشكلة انجراف الأتربة عقب الأمطار كل هذه المدة ، لا بتنفيذ الحل الذي اقترحته برغم سهولة ذلك ، و لا بتنفيذ حلول أخرى ، و بقيت على معالجتها التقليدية بجمع الأتربة من الشوارع بعد توقف الأمطار ، و حتى دون أي تطوير يُذكر لهذه المعالجة ، فبات الوضع أكثر سوءً بمرور الوقت ، فمكة شرفها الله تتسع و تتمدد و قدرات الأمانة و حلولها أصابها فيما يبدوا الجمود و الشلل ..
في مقالي السابق المشار إليه أعلاه قلت أن بإمكاننا التخفيف من آثار مشكلة انجراف الأتربة من الأحياء و الشوارع الترابية المرتفعة من خلال مشروع تتبناه أمانة العاصمة و يُنفذ على مدى عدة سنوات ، يقوم على أمرين:
الأول : تغطية جميع المساحات الترابية المكشوفة في الشوارع و الأزقة و الوصلات في المناطق الجبلية و المرتفعة ، سواء بالإسفلت أو بالخرسانة المسلحة .
الثاني : وضع حواجز خرسانية بارتفاعات مناسبة في الأطراف العليا للشوارع و الأزقة و الوصلات المؤدية إلى الجبال والمناطق المرتفعة .
و قلت أن فكرة التغطية و الحواجز التي أشرت إليها ، شاهدتها مطبقة على مجرى عين زبيدة الواقع على سفوح الجبال ما بين عرفة و مزدلفة ، و تم تنفيذها –واعني التغطية و الحواجز- في مناطق تصريف مياه الأمطار في مواقع تقاطع جريانها مع مجرى العين ، بحيث تم عمل مصارف لمياه الأمطار تمر من تحت مجرى العين ، عبارة عن فتحات بأحجام مناسبة ، و قبل كل مصرف تم وضع حاجز مبني من الأحجار وذلك لمنع تدفق الأتربة والصخور بشكل مباشر إلى المجرى ، وحجزها خلف الحاجز ، و ذلك للحيلولة دون انسداد المجرى ، و تم تغطية المساحة ما بين الحاجز و بين فتحة التصريف أيضاً (بتبليطها) بالحجارة ..
بعد الأمطار الأخيرة ذهبت لمجرى عين زبيدة قرب عرفات لتصوير طريقة حجز الأتربة و الأحجار وصدها عن مجرى العين بهدف توضيح الفكرة ..
و الصور المرافقة للمقال هي صور حديثة تم التقاطها بعد الأمطار بأيام ، و بالتحديد 12 رجب 1435هـ أي بعد الأمطار بثلاثة أيام ، و يظهر فيها مجرى عين زبيدة الذي بُني قبل أكثر من ألف ومائتي عام وهو صامد دون أن ينهار بفعل جريان المياه أو جرف الأتربة و الصخور ، و تظهر الحواجز و قد حجزت خلفها الأتربة ، و يظهر مصرف المياه ما بين الحاجز و المجرى ببلاطه الحجري و بميوله التي سمحت للمياه بالجريان و لم تسمح لتراكم الأتربة ، فبدى المصرف نظيفاً خالياً من العوائق تماماً ..
فهل نعجز حتى عن تقليد ما أنجزه مهندسي ذلك العصر الزاهي بالفكر و الإتقان ، الذي تجلي في جميع زوايا مشروع عين زبيدة من بداياته في وادي نعمان و حتى المسجد الحرام مروراً بالمشاعر المقدسة؟!
إن تنفيذ الحل المقترح و المتمثل في تغطية جميع المساحات الترابية و وضع الحواجز في النهايات العليا للشوارع و الأزقة و الوصلات في المناطق الجبلية و المرتفعة سيحقق عدة أمور ، أولها و أهمها الحد من نزول الأتربة و الحجار و الصخور –أحياناً- إلى الشوارع ، وهو ما سوف يسهل مهمة أمانة العاصمة ، و يختصر الوقت الذي قد يمتد لأشهر ، و يقلل الجهد الذي تبذله الآن لإزالة آثار الأمطار ، و يخفف من الآثار السلبية لإثارة الغبار في هواء المدينة لأشهر على صحة السكان ..
[CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/05382740b8356f.jpg[/IMG] [IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/05382740d00085.jpg[/IMG] [/CENTER]فهل من استجابة من أمانة العاصمة ؟ أرجو ذلك و الله ولي التوفيق.
[COLOR=#FF0017]هامش: حتى كتابة هذا المقال لازالت الأتربة تغطي معظم شوارع مكة المكرمة ، و حتى ما تم تجميعه من الأتربة فلايزال أكوام في زواياها ، و لا زال الغبار يتصاعد في هوائها..[/COLOR]26/07/1435هـ
@fyzjml
لقد ناديت اذ اسمعت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
لافض فوك يا دكتور فايز والأمطار الأخيرة كفيلة بتحريك المسؤلين في الامانه لاعطاء مكة حقها لا سيما ومقالك السابق خير شاهد على تقاعس أمانة مكة
لقد ناديت اذ اسمعت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
لافض فوك يا دكتور فايز والأمطار الأخيرة كفيلة بتحريك المسؤلين في الامانه لاعطاء مكة حقها لا سيما ومقالك السابق خير شاهد على تقاعس أمانة مكة