[JUSTIFY] أتأسَّف كثيراً لحال بعض الإعلاميين وكتّاب الرأي، عندما يخوضون في مدح أحدٍ بكلِّ العبارات التي قيلت في أبواب المدح والثناء، ويخرجون عن موضوعية النقد، وتحويلهم الطرف الآخر الذي لا يتفق معهم في مدح الممدوح والثناء عليه، ووصفه بأقسى الجمل، رغم أنَّ لكلِّ طرفٍ رأيه ومنظوره الذي يرى من خلاله أحقيَّة الممدوح بالمدح أو النقد اللاذع والشديد، وكلٌّ يبني تصوره وفق أحداثٍ معيّنةٍ، يتبنَّا في كثيرٍ من الأحيان فكرتها، وهي وفق وجهة نظره تُسيِّر بوصلة فكره نحو أيِّ الطريقين يسلك، إمّا مادحاً أو منتقداً.
إنَّ المجتمع الرياضي الذي يمثلهُ إعلامه في كثيرٍ من أطروحاته وقضاياه، يعجُّ بالمتناقضات التي يصعب على المتلقي أن يستوعبها، ويستجيب لها في آنٍ واحد، فمدارك الإحساس عند البشر تختلف بين شخصٍ وآخر، ولا يمكن أن تتشابه.
في رياضتنا المليئة بالأحداث والقضايا يصعب على أيِّ شخصٍ متابعٍ أن يقف موقف الحقِّ؛ بسبب أنَّه لا يعلم مع كثرة ما يُطرح حول قضيةٍ واحدةٍ، أين الحقيقة والحقُّ مع مَن!!؟ لهذا فإنَّ أكثر القضايا لدينا شائكةٌ، ويصعب الجزم بها، فكلُّ وجهة نظرٍ إعلاميةٍ تحمل تصوّراً معيناً به من التبرير والاتهامات الكثير، وهنا مكمن الحيرة والتردد…!! وهذا ما جعل بعض لجان الكرة تحديداً يرتبكون ويترددون ويتأخرون في قراراتهم، وسيقول قائلٌ: القوانين واضحةٌ، لكنَّ اللغط والتحدّث عنها بشكلٍ موسَّعٍ يحوِّل وضوح القانون إلى مسألةٍ بها من الضبابيَّة ما بها، وتحتاج إلى مزيدٍ من الدراسة، إلى أن يشعر المتابع الرياضي أنَّ هذا القرار غلب عليه التردد والخوف والارتباك.
وحتى لا أُدخل القارئ الكريم في دهاليز الفكرة، وأشتت أفكاره التي لا تحتاج لمزيدٍ من التشتّت، أعرِّج على حديث نائب لجنة الانضباط، الأستاذ ناصر الحمدان في برنامج بين الأقواس مع طارق الحمّاد، عندما سأل عن سرِّ تأخّر قرارات لجنة الانضباط، كان واضحاً من حديث نائب اللجنة مدى ارتباكه، وليس لديه القدرة على إيصال فكرته الضعيفة للمتابع الرياضي، فقد ركَّز على موضوع الجانب المالي المؤثّر على النشء، عندما تصدر قرارات الغرامات المالية، وقال بالحرف الواحد: (لن نأخذ اللقمة من فم البرعم بسبب قرارٍ متسرِّعٍ)، وكررها مراراً.
نحن نحتاج للوقت وللمخاطبات الرسمية قبل القرار، ولا يعني لنا إن تأخّر موعد صدوره، وهذا الأمر بهذه الكيفية التي طرحها نائب اللجنة يدلّ على أنَّ أعضاء اللجنة خائفون، وبسبب خوفهم أصبحوا يتلاعبون بالقانون؛ لأنَّه لا يوجد في لوائح اللجنة مدَّةً زمنيةً معينةً لصدور القرارات في أيِّ قضيةٍ رياضيةٍ تحدث…!
فالحقيقة الواضحة للعيان أنَّ الإعلام الرياضي يتحكَّم بكلِّ شيءٍ، وأصبح هو مَن يصنع الحدث والقرار في أحيانٍ كثيرةٍ، وهذا هو السوء بعينه، وحتى تنجوا رياضتنا من هذا السوء، يجب أن تعتمد على أفرادٍ يتحلّون بقوة الشخصية، ولا يعني لهم هذا النادي أو ذاك، ولا يهمهم نفوذ أحدٍ وإن بلغ عنان السماء، عندها سيكون الحال أكثر واقعية، وسيدرك المتابع الرياضي أنَّ مَن أصدر القرارات كان ينشد الحقَّ؛ لأنَّه اختار العدل والمساواة في إقراره وتنفيذه.
ودمتم بخير،،،[/JUSTIFY]