قرأت مقالاً في عكاظ بتاريخ 17 رجب 1435هـ بعنوان (هوس الخرائب!) لكاتب لايهمني من هو بقدر ما يهمني الأفكار المهووسه التي أنطلق منها بصورة ذهنية سيئة رسمت في خيال ساخر بكلمات جارحة ومشاعر جافة وواقع مغاير .
فالأثار ليست خرائب فهي تاريخ الأمة النابض وهي الأثر الباقي لمن سبق وليس صحيحاً أن (بعض المهمومين بالأثار أو لنقل الموهومين بالأثار يعتقد أن الدولة ممثلة في جهاتها المعنية بالتاريخ والأثار لا هم لها ولا شاغل يشغلها ألا تقصيّ الخرائب وتفقد الدمن والوقوف على الأطلال وبعثها وتجديدها وفتحها مزارات للناس …) . فمشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري يقوم على إحياء وتطوير وعناية بالمواقع والمعالم والأحداث الإسلامية النبوية (في مكة والمدينة) والقرى والمدن التاريخية والقصور الملكية ورصدت لهذا المشروع الحضاري المليارات وهي بكل تأكيد ليست خرائب ولا أحواش!!
كما يكفي أن هناك هيئة عامة للسياحة والأثار همها وشغلها وتفقدها للأثار أينما كانت بدليل الدعوة للمحافظة عليها من العابثين بها فكراً ومقالاً ، يشاركها أقسام التاريخ والأُثار في الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة . وما مهرجان الجنادرية للتراث الوطني ، وسوق عكاظ وأماكن ومواقع التراث العالمي كمدائن صالح والدرعية وستلحق بهما قريباً مدينة جدة التاريخية وكذلك خيبر والعُلا وتبوك ونجران وحائل والأحساء والمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بأثارهما النبوية والتاريخية ستظل باقية رغم أنف كل حاقد مهووس بالسخرية لأن فاقد الشي لا قيمة له ، لأن حكمه فرع عن تصوره الباطل .
ومن هوس العقول الخربة الساخرة التهجم على الأثار النبوية في مكة والمدينة والتي تمثل بعداً وعمقاً تاريخياً وإسلامياً وحضارياً، فكل ركن منها له تاريخ ناصع وكل زاوية فيها لها قصة تُروي ، وكل موقعة ولها أحداثاً نابضة بل كل حجر له سلام ناطق (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ) فمكة المكرمة والمدينة المنورة ليست أثارها هوساً ساخراً إلا عند الذين لا يرتبطون بها إلا بالمال حتى لو كان على حساب العمران والإنسان والمكان .
فأثارنا في مكة والمدينة ليست خرائب ولا أحواش ومن يظن ذلك فهو ظن السوء وفاقد للإحساس والشعور الإنساني وفاقد لشجرة وسلالة نسب التاريخ والأُثر والغلاة حقاً هم الحاقدون الذين يدمرون ويشرّعون بمقالات كلها خرب بهوس عقول ساخرة.