مدربة تنمية بشرية
كنت أتحدث مع إبنتي في ذلك اليوم وقلت متسائلة : والقديم ماذا أفعل به ؟
قالت مازحة : خذي معك ما تضعيه فيه ، وربما وأنتِ في طريق العودة إلى البيت تعطيه أحد المحتاجين .
وظللت أفكر طوال الطريق ؛ ما البأس في عقلي القديم لكي أستغني عنه بعقل جديد ؟!!
وتساءلت لما تأملت الإعلان مرة أخرى عما قد يكون جديداً في العقل ، درسنا طرق التفكير والتفكير الإبداعي والابتكاري والاستراتيجي وكذلك القبعات التي تلون تفكيرنا وكذلك تعرفنا أن للعقل عمليات أخرى يقوم بها غير التفكير منها التذكر والفهم والتخيل والتفكيك والتجميع والتركيب والمقارنة والاستنتاج وغيرها كثير. .
لكن أن نستبدل عقولنا بأخرى جديدة ؟!! هذا ما حيرني كثيراً.
سيطر عليّ حينها حبُّ التملك وخوفي على عقلي الذي أنعم الله عليّ به بأن أفقده بعد هذه الدورة لا سمح الله ، فالعقل زينة . . وماذا أفعل إن فقدت قاعدة معلوماتي وبياناتي ؟! وليس لدي منها (هاردسك) ذاكرة خارجية .
وهل سأجد بديلاً إذا لم يعجبني هذا الجديد ؟!
فأنا أحترم عقلي وأحبه وأقدره . . والأدهى من ذلك ماذا سيقول عني عقلي القديم وهل سيغضب ، هل سيُكسر خاطره ، تخيلت وقتها أنه سيحيد عن صوابه ويرفض إعطائي ما أحتاجه منه من معلومات وبيانات و يتهرب من العمليات المعقدة التي يقوم بها عادة بدون أن أطلبها منه ، وصرت أرى نفسي أتجادل معه وأستجديه بأن يرفق بي ويعذر جهلي وتسرعي . . تخيلت سيناريوهات كثيرة بددها صوت الشيخ محمد الدحيم وهو يتحدث ويسأل عن توقعاتنا من الدورة ؟!! ورغم زحام الأفكار لم أجد جواباً لسؤاله . .
يومين من أجمل أيام حياتي لم يتم من خلالها نزع عقلي من مكانه كما كنت أتصور . . ولكن تم التفاهم من خلالها على تسليم مقاليد السُّلطة للقائد الأعلى والأسمى وهو (الروح) مع احتفاظ العقل القديم ببعض الصلاحيات والأعمال . . وتم التوقيع على ذلك واستقرت الأوضاع وزال النزاع .
بعدها بيومين قام أحدهما (القديم أو الجديد) أو ربما كلاهما بكتابة هذه القصيدة :
وقلبه معلق بسرعة الهواء ** قد سار عمراً مثقلاً بفكرة الشقاء
والكون يروي قصة للخوف والخواء ** أقداره غريبة وما بها رجاء
فحيلةٌ معدومة وعالمٌ أعداء ** هذا هو . . جماله يفيض بالوداد
أفراحه لا تعرف الرقاد ** هدوؤه ، رفاهه ، وذهنه الوقاد
لربه وهو به قد علّٓق الأوتاد ** أراد ربي غِيرةً لعبده الفقير
لما رجا وجاءه صفراً بلا تدبير ** إليه يدني الأملا ففعله حقير
تدبير ربي يعرفه . . منه ، به ، له المسير ** سفينة بالوعي ( لا التجديف ) تدري ما تريد
فضاؤه كبير ، وعقله سديد ، وفعله رشيد ** والكون يسعى خدمةً لعقله الجديد
نورٌ أتاه ملهماً بروعة الحياة ** بغير حُكمٍ قد حضر، ثم اتصل ، ثم انسجم
فجاءه الجمال والجلال والدلال والرفاه ** إن لم تكن هذي الحياة يا تُرى . . فما الحياة[/CENTER]
مقال جميل ورائع .. ابدعتي استاذه ساره
المقالة رائعة جدا تسلم يمينك سارة
مقال جميل ورائع .. ابدعتي استاذه ساره
المقالة رائعة جدا تسلم يمينك سارة