مودة الفؤاد
[COLOR=#FF002E]المُجْتَمَعْ المَكِي … والمُسّمَيَاتْ[/COLOR] نبيه مراد العطرجي [JUSTIFY]المجتمَع المكِي مُجتمع عَريق مُنذ قَديم الزمنْ ، مجتَمع لَه وجُود رَاقي بينْ باقِي المجتمعَات فِي الماضِي والحَاضر ، مجتَمع مَبني عَلى التآخِي بَين أفْراده دُون تفَاخر بالأنسابْ والأجنَاس فَالكل فِيه سَواء ، وكُلاً مِنهم يَعرف مَوقعه الطبَقي بَين بَاقي الأفرَاد {… انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ … } ويَقوم بِما عَليه عَلى الوَجه الأكمّل ، وقَد عُرف عَن أهلْ مَكة المكرمَة إشتِغالهم بِالحرف اليَدوية التِي يَتكسبوا مِنها قُوتهم ، فألقَابهم مُشتقة مِن أعمَالهم التِي يُمارسونها فِي حَياتهم فعَلى سَبيل المثَال مِن تِلك الألقاب [ المِنقل – الخُضري – العطَار – الصِيرفي – اللبَان – النجَار – الصَايغ – النشَار … وغَيرها ] وبَنا الأجدَاد حَاضرنا بِدقه مُتناهية عَلى مَاض نَعتذ بِه ، وسُنة الحَياة التَفاوت بَين البَشر فِي شَتى أمُورها ، ولمْ يَسلم مِن ذَلك التَفضيل حَتى الأنبيَاء والرسّل – عَليهم أفضَل الصّلاة والسّلام – {… تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ … } فَالتسليم بِالتفضيل أمْر واجِب ، ومَرت الأيَام لِيرحل أجدَادنا وآبَائنا مِن هَذه الحيَاة الفَانية ، ويَتركوا لنَا أسمَائهم يَفوح مِنها عِبق مَاضيهم الجمِيل الذِي نَفتخر بِه اليَوم ، ونخَلد ذِكراهم بِتسمية مَعالم مُجتمعنا الحَاضر بِأسمائهم التِي نَقشوها فِي صَفحات التأريخْ بِجهد عَرقهم ، لِيعرف أحفَادهم قِيمة أجدَادهم ، ومَا أروَع وأجمَل أنْ نُطلق أسمَائهم عَلى معَالم مُجتمعنا كمَا هِي دُون إضَافات لهَا لِكي لَا يَختفي ويَندثر الأصلْ روَيداً رويداَ مَع مُرور الأيَام ، ويَبقى الإسمْ المستَحدث مِن قِبلنا ، ويتَداول بَين الأجيَال القَادمة كَأنه أصْل بَنا ذَاته فِي الماضِي ، ويَفتخر أحفَادنا بمَا ليسَ فِي آبائنَا وأجدَادنا ، فَأسماء أجدَادنا وآبَائهم مَوروث لِأهل مَكة أجمَع ليس لِأحد أنْ يَنفرد بِإضافة ألقَاب لأسمَائهم الرَنانة التِي لهَا سُمعة بَين النَاس فِي مُجتمعهم المكِي وخَارجة ، ولهَا بريقْ الذَهب والألماسْ .فَما أجْمل أنْ تَبقى ألقَاب عَوائلنا التِي فُضلت بالرزقْ (عِلم – مَال … وغَيرها) كَما كَانت فِي عَهد حَياتهم دُون تَحديث حَديث نِبراساً شَاهداً لَهم عَلى مَاض جَميل .
اللهُم أرحَم آبائنَا وأجدَادنا وآبَائهم وآبَاء آبَائهم بِرحمتك يَا أرْحم الرحمِين ، وأجعَلنا لَهم ذُرية صَالحة مُحافظة عَلى مَا بَذروه فَوق ثَرى أطْهر بِقاع الله .[/JUSTIFY]