فهناك الكثير من الناس من يتعامل بسطحية مع أي فكرة ترِد إليه وبالتالي يكون مصير كثير من هذه الأفكار هو الإبعاد . .
وهنا تكمن أهمية التعليم والتعلُّم الذي يفتح للفرد آفاق أخرى أبعد من أفقه الخاص ويبصِّرُه برؤى مجانبة ومغايرة لرؤيته التي تعوَّد عليها ويفتح مغاليق العقل ويعلمه كيف يحاكم الأفكار ويخضعها لموازين ومقايسات يتحدد من بعدها مدى قبوله أو رفضه أو ربما تحييده لهذه الفكرة مع سماحه للتغيير والتطوير وإلا أصبح تكراراً واجتراراً وجموداً ..
عند التعامل مع الأفكار لا بد من إعمال النظر فيها من عدة جوانب وبعدة زوايا للرؤية ، وبحيادية تامة حتى لا يحصر الناظر نفسه في جهة واحدة ويظل يراوح مكانه اعتقاداً منه أنه أعمل النظر وهو إنما عزز وبرر وثبت فكرته المسطحة .
ولا تقتصر خطورة التسطيح على الفكرة باعتبارها منتج عقلي وإنما لأنها تنطبع بعد ذلك على السلوك فترى العبارة المسطّحة والعمل المسطّح الخالي من العمق التكاملي والروحي وترى التصورات التي لا تتجاوز تكراراً ممجوجاً لحاضر سقيم بالإضافة للتصلب والتعصب .
بينما التعامل متعِّدد الأبعاد مع الفكرة مختلف تماماً فهو يرى زوايا متعددة واحتمالات متنوعة ويلاحظ بالإضافة لذلك ميزات وعيوب ومخاطر .
وبالتالي يتبدد عنه شعور التعصب لهذه الفكرة تحديداً ، ويذهب عنه الجمود لأنه يرى هناك خيارات واحتمالات كثيرة .
هذا المتعدد الأبعاد تجده مرناً منفتحاً متجدداً يعرف أن الكون يتسع لهذا وذاك فلا يحصر نفسه في الزوايا الضيقة . . ولا يمارس الإقصاء و ( الإبعاد ) .
وأخيراً
هل أنت كثير الإبعاد ؟
أم أنك متعدد الأبعاد ؟[/JUSTIFY]