المحليةالمقالات

غزة العزة

[COLOR=#FF0000]غزة العزة[/COLOR] ماجد الصاعدي

وأنا أتابع نشرات الأخبار وهي تعرض تلك الأجساد الصغيرة التي قطعت إربا إربا, وتلك الأم التي حضنت رضيعها تحت الركام وقد فارقا الحياة سويا, وذاك الشيخ الذي ينظر بحرقة الى منزلة الذي سوي بالأرض ولسان حالهم يقول: بأي ذنب قتلتم طفولتنا, أليس من حقنا أن نعيش كما يعيش أطفالكم! اليس من حقنا أن ننام على أسرتنا بدون خوف من صاروخ يسقط على رؤوسنا أو قذيفة تداهمنا تبعثر أجسادنا وتنثر أشﻻئنا في كل مكان!

أثبت لنا أهل غزة وللعالم أجمع أن صاحب الحق ﻻ بد أن ينتصر وأنه رغم تصديه للعدوان وحده، وقد وقف العالم أجمع صامتا ومراقبا فقط ، ومع قلة العتاد والعدد إلا أنهم أجبروا العدو الصهيوني على الهرب والخروج من غزة ذليلا, بل واستجداء جون كيري للبحث عن طريقة لوقف اطلاق النار.

كنا نسمع عن القبة الحديدية التي شيدها العدو للحفاظ على مدنهم والتي كلفتهم قرابة 250 مليون دولار ناهيك عن كلفة تطويرها. وسمعنا عن دبابة الميركافا التي ﻻ يمكن أن تهزم بسب قوة التقنية المستخدمة فيها, سمعنا عن الموساد وعن الجيش الخاص والقوات الخاصةكل هذا – كان فقاعة صابون صنعها الإعلام وللأسف صدقناه – لم تصمد أمام البواسل من أهل غزة العزة, لم تصمد أمام ذلك المجاهد الذي يترقب إما النصر أو الشهادة.

انقسم الناس بين فريقين: فالأول يؤيد أهلنا في غزة في الدفاع عن أرضهم ورد الظالم وهم كثير ويؤيدهم كل عاقل ذي لب , والفريق الاخر يلومهم بحجة انهم ليسوا في القوة سواء وان العدو سوف يسومهم سوء العذاب.

ولكن الايام برهنت ان اهلنا في غزة على حق وان ما أخذ بالقوة ﻻ يسترد اﻻ بالقوة, لن يسترد من قبل منظمات الامم المتحدة التي ظلت صامته وهي ترى الاطفال يقصفون بالأباتشي وهم يلعبون فتحولهم أشلاء, وتحدثت فورا عندما أسر جندي محارب أسر في ساحة المعركة وأخذ ينعق بان كي مون أن على حماس أن تطلق سراحه.

كتائب القسام الان ليست كما كانت من قبل. صنعت الصواريخ المحلية بعيدة وقصيرة المدى والطائرة بدون طيار والمدفعية القناصة.

هنا أقول إن لم تقدموا يد المساعدة والمعونة المادية والمعنوية فاتركوا أهل غزة في شأنهم فهم أدرى بما يفعلون هم أدرى بإدارة المعركة والتنكيل في عدوهم هم أحق بتقرير مصيرهم . وأقول للعدو من أخرج المارد من قمقمه؟ فلن يعود المارد إلا إذا تحقق ولو جزء من مطالبه المشروعة. ولأهلنا في غزة، الله مولاكم ولا مولى لهم, فصبرا جميل فإن النصر قد لاح في الافق نجمه وما هي الا مسألة وقت.

——————————-

[COLOR=#F50000]مقالات سابقة[/COLOR] [url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=show&id=2486[/url]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى