فلو بحثنا حولنا لوجدنا أننا نحن المجتمع بدءاً من البيت المؤسسة الأولى والراعي الأهم في تحديد نشأة الفرد وتربيته حيث أننا بتفكك الأسر وعدم إستقرارها العاطفي وكثرة المنازعات والطلاق أنتجنا ذلك الفرد الغير مرغوب فيه. ولتفكك الأسر دواع وأسباب يحتاج الخوض فيها إلى العديد من المجلدات وإن كان للتوسع في وسائل التقنية والإتصالات دورها الأهم في ذلك التفكك.
و للمدرسة أيضا دور هام في تنشئة الأجيال وتحديد سلوكياتهم التربوية والنفسية فهم شباب اليوم رجال الغد الذين تبني الدولة رعاها الله عليهم الآمال والطموحات. ولو تعمقنا داخل ذلك المسيء لنفسه قبل مجتمعه لوجدناه حتماً نتاج تلكما المؤسستين (البيت والمدرسة).وهنا يأتي دورنا نحن كمجتمع مسلم محافظ فهل نجتهد في العمل معاً بل متضامنين على مكافحة ذلك الإنسان غير السوي مواطناً كان أو مقيما، أم سننجرف نحو عاطفتنا ونركن إلى إتكالية خاطئة نجني نحن عاقبتها بعبارات أعتدنا سماعها (هذا ليس من إختصاصي، دع الخلق للخالق، من راقب الناس مات هماً، أنا مشغول.. إلى آخره)؟
وهنا يجب أن نقول لهؤلاء وهؤلاء: قف! فنحن شركاء في هذا المجتمع ومن واجب إنتمائنا لهذا الوطن الغالي أن نحافظ عليه ونرعاه وصدق من قال:(وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه).فلو أننا تهاوننا مع ذلك المفسد بحجة أن هناك جهات وهيئات معنية بمكافحة الفساد نكون بذلك قد ساعدناه على التمادي في فساده بل وتفشيه في مجتمعنا.
وهنا لا أنكر دور تلك الجهات أعانها الله ولكن يبقى للمواطن والمقيم في هذه البلاد الدور الرئيس بدءاً بالتبليغ الموثق بالقرائن ثم بالنصح بل والبدء بمحاسبة أنفسنا ومن نعول (فإذا صلح البيت صلح بإذن الله سبحانه المجتمع كله).
ولا بد لنا الجزم بأن المواطن والمقيم هما رجلا الأمن الأول.ولنا في القصص النبوي لأصحاب السفينة مزيد عبر فلو أنهم تركوا أولئك يعبثون بالسفينة لغرقوا جميعا.. أسأل الله تعالي أن يحفظ علينا أمننا ووطننا حكومة وشعبا..[/JUSTIFY]
———————–
[COLOR=#FF2600]مقالات سابقة[/COLOR]
[url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=show&id=2464[/url]